كانت الاحساء - وماتزال - هي عشقه الاول وهواه القديم.. لا يكاد يغادر ارضها حتى يعود اليها محملا بالشوق وبرغبة جارفة في ان يواصل حياته فيها ويحقق طموحاته على ارضها.
تجربة حافلة بالنجاح وحياة وظيفية تنوعت محطاتها بين العمل العسكري والمدني والعمل الحر انه محمد بن عبداللطيف بن محمد العفالق الذي بدأ حياته جنديا وانهى عمله الوظيفي مديرا لجوازات الاحساء، وهو هنا يشرح بعض ملامح تجربته ويتوقف امام بعض المحطات المهمة في حياته.
في المبرز - وبالتحديد في عام 1347هـ - ولد محمد العفالق. كان والده عبداللطيف العفالق احد علماء الفقه، ودرس على يديه عدد غير قليل من مشايخ الاحساء. درس في مدرسة المبرز الاولى وتم تسجيله مباشرة في الصف الثاني، ودرس بها حتى الصف الخامس الابتدائي ثم ترك الدراسة وبدأ مشوار الحياة العملية.
بدأ محمد العفالق بشراء سيارة بمشاركة احد اصدقائه، وكانت تنقل المواد الغذائية بين الاحساء والجبيل والكويت، واستمر في هذا العمل عامين، ثم اشترى سيارة اكبر، وصادق بعض الخسائر واتجه الى العمل الحكومي.
اتجه محمد العفالق الى العمل الوظيفي الحكومي عبر قوة الامن وكان راتب الجندي (150) ريالا وهو راتب كبير في ذلك الوقت ثم درس في المدرسة العسكرية التي تم انشاؤها في الاحساء، وبعد تخرجه فيها رشح وكيلا اداريا وتم توجيهه الى قيادة شرطة سكة الحديد، ثم قدم استقالته من العسكرية وحصل على وظيفة كتابية مدنية في جوازات الدمام، وعمل في هذه الوظيفة لمدة سبع سنوات ثم انتقل الى الاحساء، وعمل رئيسا لقسم التحقيقات ثم دخل مسابقة واجتازها وتم توجيهه الى العمل في جوازات الطائف لمدة اربعة شهور.
ابدى محمد العفالق رغبة ملحة في العودة الى الاحساء، وصدر قرار بنقله وتسلم العمل في جوازات الاحساء وكانت الجوازات مدنية حتى عام 1401هـ، وتم تكليفه مديرا للجوازات والجنسية بالاحساء ثم طلب التقاعد المبكر ليتيح الفرصة لغيره وليتفرغ لأعماله التجارية.
وعمل عضوا في مجلس ادارة الجمعية الزراعية في الاحساء وحول تجربته في هذه الجمعية يقول ان دورها هو ان تخدم المزارعين بتوجيهم وارشادهم وزيارتهم في مزارعهم والتعرف على مشكلاتهم والبحث عن حلول مناسبة لها والجمعية تتمتع بامكانات جيدة ولديها بعض الآلات الزراعية التي تؤجرها للمزارعين ويقترح لكي يتطور دور الجمعية - ان تمارس دورا ارشاديا اكبر من دورها الحالي، وتعرف المزارعين بأحدث المستجدات في حقل الزراعية، وان يكون لديها اطباء بيطريون وان تختار الآلات الجيدة والمفيدة وذات السعر المناسب وتؤجرها للمزارعين.
وحول تسويق التمور في الاحساء، يقول انه يجب العناية بوسائل التسويق وادواته وتعبئة التمور بطريقة افضل تشجيعا للمستهلكين على استهلاكه ولان بعض المزارعين والباعة مايزال يعبئ التمر بطريقة قد لا تجذب المستهلك، وهنا يأتي دور الجمعية في تقديم افكار نافعة للمزارعين وتنظيم ما يطرح في السوق من تمور لضمان تحصيل اسعار افضل وحصول المستهلك على انتاج افضل من حيث التعبئة.
ويرى انه لابد ان يتزايد الاهتمام بتسويق منتجات المزارعين، فالتسويق مهم جدا لاي انتاج زراعي، واي منتج يتم تسويقه بصورة ارتجالية يسبب خسائر فادحة للمنتج.