.. والآن.. لم تعد مسألة البحث عن مركز متقدم.. مهمة قدساوية اصعب مما كانت عليه في اي وقت مضى في اول مسابقة دوري يشارك فيها الفريق بعد عودته من فترة ترحيل الى الدرجة الاولى التي اطال فيها البقاء اكثر مما كانت عليه التوقعات!.
الذي يتأمل واقع مستويات فرق المقدمة في الدوري المحلي لكرة القدم هذا العام.. لا يستكثر على القدساويين ان يحققوا افضل من المركز الرابع.. تأسيسا على ما قدموه من اداء يشكرون عليه، وما يملكونه من مؤهلات فنية تستحق الاطراء.. ولكن يظل سباق المرحلة الفاصلة لتحديد المراكز النهائية معلقا ربما بمفاجآت محتملة، او بالامكانات المعتادة للفرق المتنافسة وقدراتها على حسن التحضير والتركيز واستثمار الفرص.. والحديث في هذا مبكر الآن.. فامامنا نصف شهر بحاله.. قد تختلط فيه اوراق كثيرة.. خصوصا ان الفرق المتنافسة امام تقاطعات حادة لاختتام المرحلة الاساسية لمسابقة الدوري!.. والمحظوظ من تلك الفرق.. من يتجاوزها بافضل الممكن دون الوقوع في خسائر الاصابات او الايقافات او الكبوات الضاغطة نفسيا والمحرجة في تلك الفترة الضيقة والحساسة من المنافسة!.
ارجو ان لا يخفق القدساويون في مهمة استثمار اجواء المنافسة التي يدخلونها وهم اقل الفرق المتنافسة حرجا وتعرضا للضغوط.. فهم بامكاناتهم المحدودة، وفي اولى سنوات عودتهم الى الدرجة الممتازة.. يبلون بلاء حسنا، ويكفيهم عند جمهورهم والمتابعين ما بات بوسعهم ادراكه.. فكيف لو تمكنوا من مفاجأة الجميع بنتائج افضل؟!.
لا ننسى ان مما يدعم حظوظ الفريق القدساوي في مرحلة الفصل والتثبيت النهائي لمراكز المقدمة.. الحرج الذي يستبد بالفرق المنافسة وهي المهددة بالخروج من الموسم الرياضي بلا حمص.. كما في الحالتين النصراوية والاتحادية!، او بلا حمص محلي.. كما في الحالة الاهلاوية!.. ولا ننسى ايضا ان مجرد انفراد المنافس الاتحادي بالمركز الاول وفرصة التأهل المباشر الى المباراة النهائية في هذه المرحلة هو هم اهلاوي.. لا يحسدون عليه!.. كما لا يحسد النصراويون على ما هم فيه مع خطف منافسهم الازرق باقل مستوياته احدى اهم كؤوس المنافسات المحلية في الموسم.. وهم الذين ظنوه في وقت سابق موسما نصراويا متميزا بالمقارنة المبدئية بين مستويات الفريقين!.. وايضا لا ننسى الحرج الكبير لفريق الاتحاد الذي خسر كأسي المسابقتين الكبرتين محليا العام الماضي، وخسر في هذا الموسم داخليا وخارجيا كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس الاندية العربية التي نظمها في جدة.. وذلك بمجرد خسارته نتيجة مباراة واحدة فقط في كل منها بعد سلسلة مستويات ونتائج كبيرة سابقة!.. وهذا مما يربك حساباته في دوري هذا العام وقد صنع فيه كل شيء حتى انفرد بجدارة بالمقدمة مغردا فيها وحده!.. ومع ذلك قد يخسر كل ذلك مجددا بنفس الطريقة المؤلمة التي خسر بها ثمرات جهوده فيما مضى!.
فارق حسابات الفرق الكبيرة الاخرى التي تقع تحت ضغط جماهيري واعلامي كبير.. ينبغي ان يكون عاملا مساعدا في الحسابات القدساوية.. خصوصا انه لا منافس تقليدي لفريق القادسية في الساحة بين اولئك المنافسين.. مما يعفيه من تحمل اية ضغوط نفسية سلبية مربكة!.. ولكن شريطة ألا نحمل عناصر الفريق اكبر من طاقاتهم، وألا نتجاهل العديد من الاعتبارات التي تقف الى صفوف الآخرين.. كفارق الامكانات المادية، وفارق الخبرة، وغيرهما!.
ومع ان اي فريق بين الفرق الثلاثة الاخرى المنافسة للفريق القدساوي.. قد يوفق الى الفوز بالكأس وهو جدير بالفوز به ان فاز (وان كان الاتحاد هو الاحق والاجدر بينها في رأيي).. الا ان هذا لا يمنع القدساويين من الامل مع العمل.. شريطة التزام الهدوء، والتنفس بطريقة طبيعية، والتعامل مع كل مباراة قادمة بروح متحررة من اي شعور بضغوط غير واقعية!.. فالهم طيب!.