عزيزي رئيس التحرير :
منذ أن توحدت المملكة وولاة الأمر وفقهم الله يضعون نصب أعينهم العناية بالقرآن الكريم فنصبوه دستوراً للحاكم والمحكوم وقانوناً للفصل بين الناس وتسيير شؤون حياتهم وعملوا على نشرة فأصبح مصحف المدينة المنورة المطبوع في مجمع الملك فهد موجوداً لدى المسلمين في كل أنحاء العالم ولا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين من نسخة من إصدار المجمع لان توزيعه تم وفق خطط جليلة مدروسة وهادفة لتشمل العالم وفي مجال التحفيظ والتعليم دعمت الدولة رعاها الله إنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وبدأت بدايات متواضعة وبأعداد بسيطة من الأبناء في المدن الرئيسية ثم في خلال سنتين أصبحت حلقات التحفيظ تقام في القرى والمراكز النائية وزاد عدد الحافظين والحافظات الملتحقين بها بشكل كبير ويصلهم الدعم والمؤازرة والتشجيع وهم في تلك المناطق والهجر البعيدة عن العمران وأما في المناطق والمحافظات فحدث ولا حرج عن الأعداد المتزايدة من حفظه كتاب الله المتقنين له والذين بلغ عددهم بمنطقة مكة المكرمة أكثر من 112194 طالبا وطالبة كثير منهم يشاركون في المسابقات الدولية لحفظ القرآن والتي تجري كل عام إضافة إلى الفائدة الجمة التي عادت على المجتمع من خلال الاستفادة من هؤلاء الناشئة في الصلاة بالناس للتراويح والإمامة في المساجد وصلاح أحوالهم واستقامتهم لارتباطهم فكراً وسلوكاً بكتاب الله الذي يقول عنه المولى عز وجل (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم على صراط مستقيم) المائدة 16ـ وأنعم بهم من ناشئة وقدوة حسنة لأقرانهم ونبتة صالحة لمجتمعهم تسهم في بنائه ونمائه . وفي مجال التشجيع وحفز الطلاب والشباب على الإقبال على تدارس كتاب الله بادر خادم الحرمين الشريفين وإخوانه حفظهم الله لتبني مسابقات في حفظ القرآن الكريم منها الدولية والمحلية التي تعقد على مستوى المملكة ومنها على مستوى المناطق ومن هذه المسابقات التي نحن بصددها وهي حسنة من حسنات رجل قدم من الخير الشيء الكثير وخدم القرآن الكريم وجمعياته التحفيظ بماله ووقته ورعايته وأصبح رائداً في العمل الخيري والاجتماعي والمسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات شاهدة على حرص الأمير سلمان وفقه الله على الاهتمام بكتاب الله ورصد الجوائز السخية للفائزين وقد صارت مطلباً ومعياراً لكل المتنافسين من الحفاظ للفوز بها ولا ننسى الاهتمام الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي الجهة المسئولة عن الإعداد والمتابعة للمسابقة فقد بذلت جهودها في شتى المجالات من التنظيم والإعداد إلى التعريف بها وتشجيع الطلاب للتقدم لها وتخصيص مساحات كبيرة في وسائل الإعلام المختلفة وإصدار عدد خاص يوثق للمسابقة والمشاركين فيها ويغطي أخبارها ويشمل كتابات ومقالات مفيدة لأصحاب الفضيلة العلماء عن القرآن الكريم وعلومه وعن المسابقة وفوائدها، هذه الصور الرائعة لمجالات عناية ولاة أمرنا بالقرآن الكريم نابعة من إيمانهم بالله وحرصهم على التمسك بكتابه وبذل الوقت والجهد والمال خدمة للقرآن الكريم.
أحمد محمد صلاح جمجوم رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة