عزيزي رئيس التحرير:
اسعدني تفاعل الأخ محمد الغفيلي مع ما كتبته قبل مدة ونشر في هذه الصفحة حول قصور الخدمات الصحية واهمية دور الوزارة لتفعيل طاقتها في هذا الجانب الانساني وكنت اتمنى كغيري من المواطنين ضرورة اكتمال الخدمات في كل بقعة من بلادنا وتوفير الرعاية المتكاملة للمواطن فيما أشرت اليه عبر هذه الصفحة الحرة من جريدة اليوم وبناء على تجاوب معالي وزير الصحة واقتناعه بما تضمنه رد الأخ محمد على مال ذكرت فقد لفت نظري تبريره ذلك القصور ووصفه بانه شيء طبيعي وأن هؤلاء المواطنين المطالبين بالخدمات في قراهم وحيث يسكنون يبالغون في طلباتهم المتزايدة ولا يرى ضرورة الاستجابة لمطالبهم وأن الخدمات والمشاريع الطبيةتستكمل وتعتمد حسب رؤية وتقدير المسئولين وقناعتهم دون اعتبار لرغبات السكان ومن هنا اود إيضاح التالي:
اولا: بلادنا والحمد لله غنية بإمكاناتها مواردها ورجالها، وحكومتنا لم تبخل على شعبها والمقيمين على أرض المملكة وخارجها بالدعم والمساعدات الانسانية في كافة المجالات خاصة ما يتعلق بصحة الانسان ولكن المشكلة تكمن في المركزية وسوء التوزيع وتدليل سكان المدن والمحافظات الكبيرة في الخدمات والرعاية على حساب القرى والهجر التي هي أولى بالرعاية نظرا لظروف البيئة واختلاف نمط الحياة إضافة الى تكدس المشافي والمستوصفات والمراكز الأولية والعيادات الخاصة والعامة والخيرية في المحافظات المتميزة والمتكاملة سواء في الكوادر الطبية المتخصصة والأجهزة بينما في المراكز الصحية الأولية في القرى والأطراف لا يتجاوز الكادر الطبي في بعضها أكثر من طبيب عام واحد معه ممرضتان وربما يداوم بعض ايام الاسبوع ويكمل في مركز آخر والمراجع لا يجد من يستقبله سوى الممرضة مما يضطره الى مراجعة المستوصفات الخاصة إضافة الى عدم توفر الأدوية المهمة في الصيدلية باعتبارها صيدلية مركز صغير. المواطن يعاني كذلك من صعوبة التحويل الى المستشفيات في المدن والانتظار للحصول على موعد للمراجعة وحقيقة المعاناة قد لا يدركها الأخ محمد والذي يبدو من مداخلته ان حنينه الى القطاع الصحي الذي أمضى زهرة شبابه في خدمته وبعد تقاعده دفعه الى عدم الشفافية في طرحه لوجهة نظره التي هي محل تقدير من السلطة العليا في الوزارة والتي هي محل ثقة المواطن وجهودها مشكورة في المتابعة وتحري الطرق المثلى للوصول بالخدمات الصحية لكل اسرة في مجتمعنا والتركيز على تكامل المراكز الأولية في القرى والأطراف كما يسمونها وهي الخط الدفاعي الأول لحالات التشخيص السليمة لمختلف الظواهر المرضية في مراحلها الأولى.
وأخيرا نتمنى من كل المشاركين في خدمة الوطن من خلال ما يطرحونه من وجهات نظر ان يراعوا في طرحهم كل فئات المجتمع ومناطق البلاد وليس قياسا على واقعهم في المحافظات والمدن وجوار المستشفيات العامة ومن هم مستعدون ماديا لمواجهة الأسعار وشراء الأدوية دون اعتبار لمعاناة أهل القرى النائية وظروف محدودي الدخل والله من وراء القصد. عبد الله الفريجي
الخبراء