@ لا ألوم بعض فئات الشعب العراقي حين يقومون بأعمال النهب والسلب، فقد سرق كبيرهم صدام وزمرته من قبل، سرقوا حياتهم ورزقهم وقوتهم وشبابهم ومستقبل اولادهم، سرقوا مقدرات وأمل ومستقبل الشعب لسنوات طويلة. ومما يبكيني قيام بعض الجنود الامريكيين بإحباط سرقة بنك عراقي ليقوم رئيسهم الاكبر وزمرته ايضا بسرقة مقدرات العراق وشعبه لسنوات قادمة طويلة، نفس الجريمة وان اختلفت الوجوه والاسماء والاصول.
وها قد بدأت عصابة العدوان الامريكية تكيل الاتهامات لسوريا بنفس الكلمات ونفس الاسلوب الذي بدأت به عدوانها على العراق.. فهل سيبقى العرب يمارسون نفس الدور (المتفرجون) في مسرحية العراق، حتى يسدل الستار على مسرحية سوريا ثم ينتقل المشهد التمثيلي الى مسرح آخر.. ام سنرى بعض التحرك الايجابي الحقيقي الذي ربما.. ربما.. ربما قد تعلموه من المحنة العراقية..؟ وكيف سيستجيبون للعقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة على سوريا..؟ السكوت علامة الموافقة، والسكوت على ماجرى ويجري في العراق، ثم سوريا يعني السكوت على ما سيحدث مستقبلا لكل دولة عربية.. فأي مستقبل مظلم ينتظرنا اذا ما استمرت الدول العربية في مقاعد المتفرجين.. وليس اللاعبين؟
@ ان المحنة التي تمر بها اوطاننا العربية الان تجعل كلا منا يتساءل بينه وبين نفسه.. ماهذا الانهيار.. وهذا السقوط هل بامكاننا ان نمنع حدوثه.. او ايقافه؟ هل اصبحنا فعلا مسلوبي الارادة شعوبا وانظمة للدرجة التي ننتظر فيها دورنا في الذبح بكل استسلام؟
يبدو ان النخر والوهن العصبي قد أصابا مفاصل ونخاخ النظام السياسي العربي، والوهن العصبي NEURASTHENIA هو نوع من العصاب يتميز بالشعور بالوهن والاعياء بدون بذل جهد او طاقة ويكون مصحوبا بالمخاوف والشكاوى والتبرم وانعدام الحيوية وضعف القدرة على التركيز او مواصلة التفكير في موضوع معين.. ويبدو ان هذا الوهن السياسي المصحوب بالخوف من الاعتراض على العدوان الامريكي الصليبي على العرب والمسلمين.. هو ما يعاني منه النظام السياسي العربي وما لم يبدأ النظام السياسي العربي في اصلاح نفسه..
فقل علينا السلام