ان المتتبع لهذا الكون يجد ان هناك سننا وضعها الله في خلقه لابد وان يتلزموا بها في النصر والهزيمة ومهما جعلنا لها من مسميات او اقاويل فان الاصل فيها هو الايمان بالله والانصياع الكامل لنهج الله وما خلق الانسان من اجله وقد يقول الناس بان معيار القوة هي كثرة السلاح الجوي والبري والبحري والتقنيات المتفوقة لتحديد مسار الاتجاهات المركزة لهذه الاسلحة اثناء اطلاقه وكثرة الجنود والعسكر المتدربين على ارقى درجات التدريب وعلى فرض صحة ذلك الا ان هناك ما هو اقوى من هذا كله وهو خالق كل هذا والمتصرف به والاعتماد عليه سبحانه وتعالى هو اقوى سلاح على وجه الارض كافة ومن هنا فان الايمان بذلك يجب ان يكون على اعلى درجات اليقين بتلك القدرة الالهية وخصوصا في اوقات الحرب والمواجهة وتطبيق ما امر الله به من شرع على وجه الارض واقامة حدوده والنهي عما نهى الله عنه وهذا الايمان والعمل به والبعد عن الذنوب والمعاصي هي الاصل في ان يكون النصر حليف كل محارب ولذلك قال امير المؤمنين الفاروق العادل لجنوده (اذا استويتم مع عدوكم في الذنوب والمعاصي تفوق عليكم بالعدة والعتاد). ومن هنا فان اهم ما يؤخذ على الامة من خلل هو ابتعادها عن منهج الله سبحانه وتعالى والغاية التي خلقهم من اجلها وجعلت من منهج الغرب والاجانب قدوة يقتدون بها ويتطلعون الى تطبيقه بحذافيره سواء اخلاقيا او علميا او تقنيا رغم المفارقات العظيمة بين نهج الله سبحانه وتعالى ونهج الغرب رغم ان في ديننا وما امرنا الله به صلاح لامور ديننا ودنيانا، وقد اثبت ذلك اولئك الرجال الذين سبقونا وسبقوا الغرب بعملهم ودينهم في الطب والجغرافيا والفلك وغيرها بل واعتبروا مرجعا بعلمهم لمن يشار اليهم في الغرب بالبنان بسبب علمهم الذي وصلوا اليه.
ان ما يؤثر في النفس ويختلج في القلب ما يحدث لاهلنا واخواننا في العراق من حرب وكوارث نحن امام هذا الواقع المؤلم نجد انفسنا امام فكرتين الواحدة اسوأ من الاخرى اذا نظرنا الى امريكا وبريطانيا والغرب فاننا نشتاط غضبا لما يقومون به من حرب وغزو على العراق ونرجو من الله ان يخذلهم.
واذا نظرنا الى صدام حسين وزمرته نجدهم هم السبب الاساسي في اشعال هذه الحروب بعنادهم وعجرفتهم كما ان افعالهم المشينة في شعبهم وجيرانهم يعطينا كرها شديدا لهم ولنظامهم مما يجعل الانسان في حيرة من امره فهذه فتنة عظيمة يجب ان يجاوزها المسلمون بكل قوة وعزة وان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويلتزموا بتطبيق ما امر الله به ويدعونه ان يبصرهم بخفايا الامور والنوايا الكامنة ويجعل لهم نورا يمشون به للوصول الى حقيقة الامور وصحتها قبل اتخاذ القرار، كما ان عليهم ان يجعلوا من الجماعة واجتماع الكلمة ووحدتها خصوصا اذا كانت صادرة ممن بيدهم عقد الامور وحلها نبراسا مضيئا يخرجهم من هذه الازمة ومن هذا النفق المظلم الى بر الأمان.