وجدت دراسة علمية حديثة أن الحياة العصرية الصاخبة والمزعجة ربما تؤثر في عملية التطور اللغوي والنطق لدى الأطفال الصغار.
واعتمد الكشف على تجارب علمية اجريت على صغار الفئران حيث تبين أن الجزء السماعي من أدمغتها بطيء في عملية التنظيم أثناء تعرضها لأصوات مستمرة.
واكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن دائرة المخ التي تتلقى وتترجم الأصوات لا تتطور بالمعدلات الطبيعية لدى الفئران التي وضعت في بيئة مزعجة، وعلى نقيض الحيوانات الناشئة في بيئة هادئة.
وقال الباحثان القائمان على الدراسة، إيدوارد شانغ ومايكل ميرزينش، إن التعرض بصورة مستمرة للأصوات العالية والمزعجة يؤخر تنظيم الجزء السمعي من الخلية العصبية في المخ أثناء أهم مراحل تطورها لدى صغار الفئران عقب ولادتها باسبوعين أو ثلاثة.
وتشير الدراسة التي ستنشر في مجلة (الطبيعة) إلى أن صغار الفئران الناشئة في بيئة هادئة، وفي نفس الفترة، تتجمع القشرة الخارجية للجزء السمعي من الخلية العصبية في المخ لديها في منطقة صغيرة في الدماغ، لتبدأ في تطوير الإستجابة لانتقائية الأصوات.
وتتأثر نفس المنطقة لدى صغار الفئران المعرضة لضوضاء المستمرة، مما يؤدي إلى تأخير تطوير المقدرات على التمييز بين الأصوات المختلفة.
وعلى الرغم من أن الفئران ليست النماذج المثالية لما قد يحدث للبشر، غير أن الباحثين يجزمون بوجود رابط بين التعرض للأصوات العالية ولفترة من الوقت ومقدرة الأطفال على تعلم واكتساب اللغات.
وعلى الرغم من تأخر مراحل تطور المخ لدى الفئران المعرضة للضوضاء المستمرة، غير أن مراحل النضوج تتم بصورة طبيعية وبحسب ما نقلت الأسوشيتد برس عن الباحثين.