بعض مشاة البحرية الامريكيين الذين ضحوا بحياتهم على الجبهة في الحرب ضد العراق من اجل امريكا ليسوا مواطنين في الدولة التي يحاربون في صفها.
لقي خوسيه جوتييريز (22 عاما) المولود في جواتيمالا حتفه بعد ان عبرت وحدته العسكرية الحدود قرب ميناء ام قصر في 21 مارس اذار الماضي. وجوتييريز جندي محترف في الكتيبة الثانية في الفوج الاول لمشاة البحرية الامريكيين.
ومنحت الحكومة الامريكية جوتييريز الذي كان يعيش في لوميتا بولاية كاليفورنيا الجنسية بعد وفاته.
وعدد من جنود مشاة البحرية الامريكيين الذين ساعدوا في الاستيلاء على ام قصر في ذلك اليوم ليسوا من مواطني الولايات المتحدة ايضا لكنهم استفادوا من قواعد تتيح لهم ان يلتحقوا بالجيش بالبطاقة الخضراء أي تصريح الاقامة في الولايات المتحدة. قال جورجي بانتشيف (31 عاما) المولود في بلغاريا وهو جندي محترف في سرية فوكس المتمركزة الآن في الناصرية جنوب العراق كان حلمي ان آتي الى امريكا منذ كنت طفلا صغيرا. ومضى يقول: لا أعرف ان كانت الولايات المتحدة على حق في هذه الحرب ام لا لكن القرار لم يكن قراري. انا هنا لانفذ الاوامر وانا هنا لادافع عن الولايات المتحدة الامريكية. ولم يكن جوتييريز وبانتشيف وأمثالهما وحدهم الاجانب في ميدان الحرب في العراق. فقد خاض محاربون عرب غير عراقيين مقاومة شرسة دفاعا عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وسافر بانتشيف الذي يعيش ابواه في بلدة فليكو تورنوفو ببلغاريا الى الولايات المتحدة في عام 1993 والتحق بمشاة البحرية في عام 1999 بعد ان حصل على البطاقة الخضراء. لكن طلبه للحصول على الجنسية الامريكية رفض قبل فترة قصيرة من ابحار وحدته الى الخليج في يناير كانون الثاني الماضي. ويقول ان قاضيا في كاليفورنيا اخضعه لفترة اختبار مدتها ثلاث سنوات بعد القبض عليه لقيادته سيارة وهو مخمور.
ويأمل بانتشيف الذي يعيش في منطقة لوس انجليس في تخفيض فترة الاختبار الى ستة أشهر مما يتيح له التقدم بطلب للحصول على الجنسية مرة اخرى عندما يعود للولايات المتحدة. والجندي المحترف دونج هوان كيم مولود في سول بكوريا الجنوبية وسافر الى الولايات المتحدة مع ابويه قبل خمس سنوات. وكان يرغب دائما مثل بانتشيف في الالتحاق بمشاة البحرية. ففي البداية كان يرغب في الالتحاق بمشاة البحرية الكوريين.قال كيم ان والديه قررا الهجرة الى الولايات المتحدة من اجل ابنائهما ظنا منهما ان بها نظاما تعليميا افضل وفرصا اكثر للشبان.
وفي البداية شعر ابواه باحباط عندما ترك كيم الكلية في نورث كارولاينا في عام 2000 لينضم الى مشاة البحرية. ويقول ان والديه اللذين يعيشان في رالييه بولاية نورث كارولاينا فخوران به الآن.
واضاف رغبت في الالتحاق بمشاة البحرية منذ ان كنت في المدرسة الاعدادية. كنت سألتحق بمشاة البحرية الكوريين لكن أبوي قررا المجيء الى امريكا لذا التحقت بمشاة البحرية الامريكيين. ويقول كيم (22 عاما) ان الولايات المتحدة مثل وطني الام. ولم يكن كيم يجيد الانجليزية قبل انتقاله الى الولايات المتحدة ويقول انه لا يزال يواجه مشكلة في اللغة.
ويضيف اواجه وقتا عصيبا دائما ليس بدنيا وحسب وانما عقليا لان علي اداء جميع التمارين والتدريب. وفي الوقت نفسه علي ان ادرس الانجليزية. ومشاعر كيم الذي اختار ان يكون اسمه الانجليزي داستين مختلطة تجاه الحرب التي دمرت القوات الامريكية والبريطانية خلالها الجيش العراقي بسرعة.
ويقول رغبت دائما في ان اخوض الحرب. وعندما سمعت انهم سيذهبون للعراق كنت سعيدا جدا ومتشوقا جدا ومتحفزا للغاية. لكنه يقر الان بانه يشعر بان الولايات المتحدة افرطت في استخدام قوتها.
ويقول كيم الحاصل على بطاقة خضراء انه ينوي التقدم للحصول على الجنسية الامريكية وانه ينوي ترك مشاة البحرية عندما تنتهي مدة خدمته وقدرها اربع سنوات ليعود للجامعة. ويقول ان طموحه ان يصبح طبيب اسنان.
وحصل الجندي بول بالينجر 25 عاما المولود في بريطانيا على الجنسية الامريكية في الثالث من يناير كانون الثاني الماضي قبل ثلاثة ايام من ابحار وحدته من سان دييجو في مهمة تستمر ستة اشهر في الخليج.
واصطحب أبو بالينجر الامريكي الذي تزوج من امرأة انجليزية اسرته للعيش في بوفورت بولاية ساوث كارولاينا في عام 1989. ولم يكن بالينجر مواطنا امريكيا عندما التحق بمشاة البحرية في عام 2000. وهو الان يحمل الجنسيتين الامريكية والبريطانية. ويقول كنت ارغب دائما في ان اصبح جندي بمشاة البحرية سواء كنت بريطانيا او امريكيا.
