السودان الذي منّ عليه الله تعالى بثروات كبيرة ومختلفة ، لم يستطع استغلال هذه الثروات ، وذلك بسبب ما عاناه من الاستعمار ثم التدخلات الخارجية التي أشعلت الحرب التي يعيشها السودان .
صناعة اكتشاف النفط في السودان ، بدأت منذ عدة سنوات حيث هيّأت الظروف للمستثمرين رغم كل المثبطات التي استطاع السودان تجاوزها كما تم إكمال أكبر خط أنبوب في إفريقيا طولـه 1610 كيلومترات وذلك في غضون 11 شهراً ، ممّا عُدّ سبقا ثم مصفاة النفط التي أنجزت في 19 شهراً. وبهذه الوتيرة السريعة في العمل وبالاعتماد على أبناء السودان ، فقد تحوّل السودان من بلد مستورد للنفط إلى دولة مكتفية ثم بلد مصدر له ، كما ان ما تمّ تحقيقه من إنجازات تنموية بفضل هذه المادة عاد بالفائدة على المواطنين وكانت أداة للتنمية وليست وقوداً للحرب . يساهم النفط بنسبة 40 في المائة من الميزانية العامة ، وأن قسمة الثروة في السودان تتميز بالشفافية قياساً بأنظمة أخرى .
المقاطعة الاقتصادية التي تفرضها أمريكا على السودان لا تزال قائمة الا ان هنالك شركة امريكية واحدة تقوم بتوزيع النفط يتم التعامل معها مثل باقي الشركات العاملة في قطاع النفط . .
وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات الأجنبية في السودان في قطاع النفط ، فقد بلغت هذه الاستثمارات نحو 6 مليارات دولار في شكل أموال مباشرة أو معدات ، ممّا أتاح وفرة في العملة الحرّة واستقرارا في العملة المحلية ، وأعطى نقلةً في الاقتصاد السوداني، كما أن الأموال المستثمرة في السودان غيّرت وجه الحياة، وقد منح قانون الاستثمار تسهيلات للمستثمر الأجنبي مثله في ذلك كالمستثمر المحلي . وعلى الرغم من ان معظم الشركات التي تعمل بقطاع النفط في السودان قد قدمت من أوروبا والعالم وشرق آسيا ، الا أن السودان بدأ بإنتاج 150 ألف برميل، ثم ارتفع ليصل إلى 250 ألف برميل وأنه يسعى إلى توسيع من طاقة الأنبوب، موضحاً أن هناك 3 حقول أخرى من المنتظر أن تبدأ في مراحل الإنتاج وإقامة المنشآت السطحية وبناء الأنابيب . وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في مناطق النفط، فإنه منذ بدء مشروع صناعة النفط في السودان لم يتوقف العمل ولو لساعة واحدة، رغم ما تعرّض له أحد الأنابيب جرّاء عبوة ناسفة في ثلاثة مواقع منه، ولكن تمت السيطرة على الوضع وإصلاح الخلل في نفس اليوم من دون أن يؤثر ذلك على برنامـج الشحن. ويظل السودان بمثابة القلب من الجسم في الوطن العربي، فهو بمثابة القلب من حيث موقعه الجغرافي ، وتعلق أهله بعروبتهم فهم المتحمسون لقضايا أمتهم ويعتبر السودان بوابة العالم العربي إلى القارة السمراء وحلقة الوصل بين الشعوب العربية وشعوب تلك القارة . محاضـــرة لوزير النـــفط والتـــعدين الســـوداني عوض الجاز