تبدو المؤشرات على عودة الحياة واضحة في السعدون الشارع المزدهر في بغداد الذي اغلقت كل المحلات التجارية فيه عند بدء الهجوم الامريكي وخلال الفوضى التي عمت بعد ذلك مع عمليات النهب.
واعاد بعض التجار فتح محلاتهم التجارية على امل استقبال زبائن يتوافدون بدون انقطاع ويمكن ان يعيدوا الحياة الى الشارع التجاري الذي تصطف فيه محلات صرف العملات الى جانب المطاعم ودور السينما وقاعات البلياردو المغلقة منذ اسبوع.
وقال علي دباغ (50 عاما) الذي كان جالسا في احد المحلات التي تبيع ساعات سويسرية ثمينة ودمى على شكل صدام حسين: نريد ان نعيش.
اذا كنت لا تملك المال فانك لا تملك شيئا. وقد فتح دباغ ابواب محله التجاري للمرة الاولى منذ عشرة ايام لكنه ينظر بتشاؤم الى مستقبل العراق بوجود قوات امريكية في شوارع العاصمة التي حولها اللصوص الى مدينة مقفرة.
وقال دباغ في محله الذي ما زال محروما من الكهرباء ان الامور افضل بقليل لكن لن يكون هناك امن طالما ليست هناك حكومة. واضاف: عادة نغلق محلاتنا في الساعة00ر22 لكن الجميع يغلقون الآن في الساعة00ر18.
وقرر دباغ استئناف نشاطاته شأنه في ذلك شأن نحو عشرين من التجار الذين تقع محلاتهم بجوار محله ومن بينها مطاعم ومكتبات وصيدليات... لكنه يرفض الاعتراف للقوات الامريكية بفضلها في ضمان امن الشوارع بعد عمليات نهب استمرت اياما. وقال تاجر الساعات: لست سعيدا بوجود الامريكيين هنا.
انهم محتلون. كانت لصدام عيوبه لكنه كان وطنيا.
وفي نهاية الشارع تصطف عشرات السيارات في محطة السعدون للوقود. وقال مروان الزاوي الذي يعمل في المحطة: استأنفنا بيع الوقود اليوم للمرة الاولى منذ عشرة ايام. وكانت المحطة قد اوقفت بيع المحروقات عندما قامت مجموعات من اللصوص بعمليات نهب في المدينة. ووقف الزاوي وثلاثة عمال آخرين في المحطة التي تملكها الدولة، عاجزين عن التدخل امام اللصوص الذين سرقوا المحروقات واستولوا على الفي دولار كانت في الخزنة. واكد انه ضد وجود طويل الامد لجنود امريكيين يقومون بدوريات مع رجال شرطة عراقيين في الحي. وقال: لا اريد ان يبقى الامريكيون هنا. اريد قائدا مسلما.
وفي مكان قريب، يقوم رجال بشراء اطعمة جاهزة ومشروبات غازية لاولادهم بينما يتدافع آخرون لدخول محل للحلاقة وتتجول بعض النساء المحجبات دون خشية من اللصوص او المشاغبين.