في التوقيت المناسب التحق بالعمل في ارامكو السعودية، وكانت تمثل الحلم الذي يداعب خياله وخيال ابناء جيله.
وفي التوقيت المناسب استقال من العمل في هذا الكيان الكبير بعد ان شغل اكثر من موقع وتنقل بين اكثر من وظيفة واكتسب خبرات متعددة ساعدته على الانتقال الى العمل الحر الذي احبه وتمنى ان يثبت من خلاله وجوده ويحقق ذاته. انه معجب محمد الرشدان الدوسري صاحب ومدير مؤسسة الرشدان التجارية بالدمام الذي يتحدث هنا عن تجربته وحرصه على مواصلة تعليمه داخل الوطن وخارجه، ويشيد بجهود الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية ويتحدث عن الشراكة والخصخصة وفرص الاستثمار في عدد من القطاعات.
في العيون احدى مدن الاحساء ولد معجب الدوسري درس المرحلة الابتدائية بمدينة ابقيق ثم انتقل الى مدارس ارامكو وبعد اكماله مقرراتها ابتعث الى الولايات المتحدة الامريكية حيث التحق بأحد المعاهد العليا المتخصصة (معهد دان ودي) بولاية مينسوتا وحصل على دبلوم عال وشارك في العديد من الدورات المتعلقة بالانشاءات.
بعد عودته الى ارض الوطن لم يعمل معجب الدوسري في القطاع الحكومي وانما عمل في شركة ارامكو لانها الشركة الوحيدة الموجودة بالمنطقة في ذلك الوقت، اضافة الى مميزاتها الوظيفية الكثيرة مثل اتاحة الفرصة لمواصلة التعليم والاحتكاك بثقافات اجنبية متعددة اضافة الى ما توفره من رعاية صحية ومسكن مناسب.
بدأ معجب الدوسري عمله بأرامكو في مجمع الورش، وتدرج في عمله من مساعد فني حتى وصل الى مرتبة منسق ومراقب اعمال وفي عام 1957م اشرف على انشاء اول خط فاصل بين مسار الطريق والذي يربط بين وحدات الشركة في الظهران بعد ان كان اتجاها واحدا مما كا يسبب العديد من الحوادث.
في بداية عام 1976م قرر معجب الدوسري ان يستقيل من عمله في ارامكو لكي يقتحم عالم العمل الحر ويتسنى له الوقت الكافي لممارسة الاعمال الخاصة في مجال تخصصه وهو الانشاءات والصيانة، كما عمل في مجال المقاولات وتفرغ كليا الى مواد البناء.
ويشيد معجب الدوسري بجهود الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية فهي حلقة الوصل بين القطاع الخاص والحكومي، وتساهم في دعم العديد من المشاريع الاجتماعية والثقافية والرياضية في المنطقة ويقترح ان يتم تطوير الآليات التي تعمل بها الغرفة وتفعيل دورها واشراك اكبر عدد من رجال الاعمال فيها كل حسب تخصصه ومجال عمله.
ويرى ان رجال الاعمال يلعبون دورا اجتماعيا مميزا سواء على الصعيد الخاص بدعم اقاربهم اوالمجتمعات الصغيرة المحيطة بهم او على الصعيد العام بدعم المشاريع الخيرية الكبرى.
وحول الشراكة يقول انها تلعب دورا كبيرا في انشاء شركات عملاقة تستطيع ان تصمد للمنافسة في سوق عالمية تعتمد على الشركات الضخمة.
وعن تحويل الشركات "العائلية" الى شركات "مساهمة" يقول انه يساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي خاصة اذا ما علمنا ان بعض الشركات العائلية تخضع للعلاقات الشخصية المتشابكة بين افراد العائلة الواحدة مما يؤثر سلبا على ادائها في حين ان الشركات المساهمة لا تتأثر بذلك وتكون خاضعة لنظام قانوني صارم وتساهم بالتالي في الاستقرار في المجال الاقتصادي.
ويقترح ان يعقد معالي وزير التجارة ومعالي وزير الصناعة والكهرباء لقاءات دورية مع رجال الاعمال لمناقشة مشكلاتهم والاستئناس بآرائهم في القضايا الاقتصادية والصناعية. ويقترح على وزير العمل والشؤون الاجتماعية بحث الآليات التي تفعل دور المعاهد الفنية في تخريج الفئات الوسيطة مثل عامل ونصف فني وفني وان يكون هناك سلم لرواتب العمالة الوطنية في القطاع الخاص أسوة بالدوائر الحكومية.