ظهرت يوم التاسع من إبريل الجاري، حدث انقلاب في الإعلام العربي.. سقطت بغداد في يد القوات الامريكية، فتحول (بطلها) الى واحد من اكبر عتاة الدكتاتورية، ليس على المستوى العربي، بل على المستوى العالمي.. أصبح لا فرق بين حامي البوابة الشرقية وبطل القادسية، وبين ابطال القمع العالمي، بات الإعلام العربي يتحدث وبالصور والوثائق والشهادات الحية وعلى الهواء مباشرة عن معتقلات تحت الارض قيد فيها سجناء الرأي وعوائلهم.. اصبح الإعلام العربي المقروء والمسموع والمرئي يتناول سياسة صدام الخرقاء داخليا وخارجيا.. يتحدثون عن قمعه العرقي والديني والمذهبي والمناطقي.. اصبح هذا الإعلام يتحدث عن غزاوته المجنونة على جاره الشرقي (ايران) والجنوبي (الكويت) وقصفه للاكراد في حلبجة في عملية الأنفال الدموية الكيماوية عام 1988م. لاشك ان كل ما يقوله الإعلام العربي عن هذا الطاغية صحيح، ولعله جزء بسيط من قمع ودكتاتورية هذا النظام.. ولكن السؤال الملح: لماذا لم يكن هذا الإعلام ينقل تلك الحقائق قبل ظهيرة التاسع من إبريل؟ إنه كما قال رئيس تحرير صحيفة عربية مرموقة، مساء التاسع من إبريل ايضا: الإعلام العربي مارس في تغطية الأزمة العراقية الزيف والخداع، وصور الأمور بطريقة بعيدة عن الواقع، بما فيهم الصحيفة التي ارأس تحريرها!!
رغاي