لاشك ان امام دول الجوار المجتمعين في العاصمة الرياض يمثل حدثا سريعا استثنائيا استجابت له الاطراف شعورا منها بان الاحداث يجب ان لا تتجاوزهم خصوصا فيما يتعلق بمصلحة العراقيين، فلا يمكن اعتبار غزو امريكا وبريطانيا للعراق واطاحتها بطاغية بغداد ونظامه القمعي حدثا عابرا في تاريخ المنطقة بل هو حدث مفصلي قد يغير على المدى البعيد طبيعة العلاقة بين الانظمة السياسية والشعوب وكذلك نوعية الصراع العربي الصهيوني والمصالح الجديدة ما بين دول المنطقة والولايات المتحدة الامريكية.. لاشك ان المسئولين في دوائر اتخاذ القرار في المنطقة وكذلك نخبها السياسية والمثقفة يدركون هذه الحقيقة الجديدة وبالتالي عليهم ان يضعوا استراتيجية جديدة في مواجهتهم لعالم جديد بالتأكيد يفرضه المنتصر.
ويأتي اجتماع وزراء دول جوار العراق في المرحلة الدقيقة غير بعيد عن هذه الحقيقة وامام الاجتماع هدفان اوليان وعاجلان هما: اولا سرعة ارسال المساعدات الانسانية الى شعب العراق وثانيا: مساعدة الشعب العراقي على ان يختار ممثليه وحكومته الجديدة بعيدا عن أي تأثير لقوات الاحتلال . والشعب العراقي لا احد يشك انه مؤهل سياسيا وثقافيا ليقدم حكومة ممثلة لجميع فئات وطوائف وشرائح المجتمع العراقي وهذا ما يسعى اليه وزراء دول الجوار انسجاما مع مصالح الشعب العراقي واحتراما لمعاناته المريرة طوال عقود من حكم الطاغية الساقط.
امام الوزراء مسئولية كبيرة في منعطف تاريخي حقيقي لممارسة مسئولياتهم امام شعوبهم وتاريخ منطقتهم ولعلهم يدركون ان العواطف المجانية لا معنى لها والمزايدات السياسية التي تخضع بعض الاحيان لرغبات التحريض الجماهيري كذلك لا معنى لها فقط العقل والحكمة هو ما سوف ينفع المنطقة وينفع الشعب العراقي وهو المأمول من هذا الاجتماع.