عزيزي رئيس التحرير
بعد مرور أكثر من 35 سنة على نكسة حزيران (يونيو) عام 1967م تكررت المأساة مرة أخرى وبنفس السلاح ونفس العدو تقريباً وبأشخاص شبيهة بتلك التي كانت بالأمس تصور لنا أمجاد العروبة وانتصاراتها.
على الرغم من مرور كل هذه السنين الطويلة على هزيمة حزيران فإن مرارتها لا زالت عالقة بأذهاننا خاصة واننا كنا أطفالا نصدق البيانات الحماسية التي كان يلقيها علينا المذيع أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب من القاهرة وما لبثنا أن اكتشفنا زيفها وكذبها حيث كانت الجيوش الإسرائيلية قد احتلت الضفة الغربية لقناة السويس شبة جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن واحتلت كذلك نفوسنا ومشاعرنا وحتى أحلامنا وآمالنا !!
وتتكرر المأساة اليوم ونعيش هزيمة منكرة أخرى مع محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي وهو يرتجل خطبه الحماسية على الصحفيين بالعربية والإنجليزية وهو يتوعد قوات العدو بالويل والثبور وإنها ستسقط بين قتيل وجريح وأسير حتى بدأنا نفكر في كيفية تعليم هؤلاء تعاليم الإسلام وفرائضه !! وإذ بنا نكتشف إننا أمام مأساة أخرى ونكسة أخرى !! فهل ابتلينا نحن العرب بشيء اسمه الكذب حتى على أنفسنا !! الصادق العربي