طال انتظار الاحساء وأهلها لمقر للمعارض، ليتمكنوا من ارتياد المعارض الدولية والمحلية المتخصصة والعامة، وبعد طول انتظار انجزت الغرفة التجارية لنا هذا المقر الجميل، ذي المواقف والتقسيم الجيد، الا ان الغرفة سارعت بالتعاقد مع احدى الشركات للمعارض لتنفذ معارض مكررة، كلها عن الصناعات الوطنية والسلع الاستهلاكية، ولا تبتعد عن هذه الفكرة ابدا، وفي كل مرة اقوم فيها بزيارة للمعرض اتفاجأ بالتكرار الممل، والاسعار العادية التي لا تقوم على العروض الجديدة، ولا السلع التي يبحت عنها المستهلك، ولم تفلح جهود الشركة في وضع سحوبات على جوائز في استقطاب جمهور الاحسائيين لهذه المعارض، فقامت الغرفة بالتوجه نحو شركة اخرى جيدة في اقامة المعارض المتخصصة والمتنوعة، التي لاتفتأ عن تقديم الجديد دائما، فما كان منها الا ان استمرت في المسلسل نفسه، ولم تقدم لنا ولا ربع ما كنا نحلم به من معارض للكتاب ومعارض للحاسب وغيرها، وبالتالي، ضعنا بين شركة وأخرى. الباعة واصحاب المحلات التجارية يحتجون بغلاء تأجير امتار المعرض، مما يجعل المشاركة غير مجدية، والزبون يريد الجديد والعروض والجوائز، ولم تفلح سياسة معارض الشركة الجديدة، خاصة في ظل منافسة غير شريفة من معرض الخيمة، الذي يأخذ ألوانا متعددة، مرة باسم الجهة الفلانية ومرة باسم اخرى، والمنظم لا يتغير، والمعرض ايضا هو هو نفسه الذي يقوم على باعة اكثرهم جائلون بالاساس، يحملون صفة (متخلف) ليعرضوا سلعا تفتقد للجودة وكثيرا ما تعرض ملابس بطريقة اقل ما يقال عنها انها قليلة أدب، ليعرضوا ملابس داخلية نسائية، تجعل الرجل يصاب بدوار، ويزيد الامر سوءا اذا كانت الفترة المسائية، وبدا المكان مكتظا، تتلامس في داخل الخيمة اجساد باخرى، يزيد الامر سوءا ان الخيمة تقام على ارض غير مستوية تصور المرأة في مشيتها وكأنها ترقص او ترقص ايضا، ولا ادري كيف سمح بهذا السوق سيىء السمعة خاصة وانه لا يتمتع بادنى احترازات الامن، وما حريق خيمة القديح ببعيد، والحمدلله اولا واخيرا ان منعت هذه الاسواق، وكفى الله المؤمنين القتال، ويبقى السؤال: لماذا لا تجلس الغرفة التجارية صاحبة الشأن في المعرض، لتفكر في تسويق المعرض، ودراسة الافكار الجدية، واخذ آراء المتسوقين والمثقفين، واهل الرأي، والاستفادة من تجارب السابقين، سواء من الشركات المحلية او الخارجية، مثل نجاحات دبي والشارقة والدوحة والبحرين، وقاطرة طويلة من المعارض المحلية والعالمية!