DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
تتعرض السياسية الامريكية الخارجية اليوم لاصعب امتحان اخلاقي تعقده على الهواء مباشرة منقولا عبر الاقمار الصناعية ومحطات التليفزيون ويشاهده بلايين الناس في كل قارات العالم, منهم من يصلي من اجل نجاحها واثبات حسن نواياها التي تدعيها لا حبا بها انما رأفة بهذا الشعب, ومنهم من يدعو الله لفشلها نكاية بها فحسب ولا يهم ما سيقع على الشعب العراقي وأمنه وسعادة اطفاله واستقراره, وهذه واحدة من المفارقات العجيبة التي قدر للعراقيين ان يعانوا منها! للمرة الاولى تجد الادارة الامريكية نفسها تحت رقابة دولية بهذا الشكل المكثف والداخل في ادق تفاصيل جدول اعمالها, فسابقا حين فكرت اكثر من ادارة امريكية تغيير العديد من الانظمة سواء في آسيا او في افريقيا او في امريكا اللاتينية او حتى في دولة كالاتحاد السوفيتي كان ذلك يجري من وراء الكواليس وبيد محلية تتلقى مساعدات امريكية محدودة, فلا تجد الادارات الامريكية أحد يسألها دون اثباتات, وحتى حين غيرت النظام في افغانستان لم يسألها احد فقد كان نظاما غير معترف به اصلا من معظم العالم, وكان العالم متعاطفا مع ما حدث لامريكا في الحادي عشر من سبتمبر, اما في العراق فالامر مختلف تماما منذ بدايته والى اليوم, هنا اطاحة نظام وجيش واقامة نظام وجيش آخر علنا وامام مرأى ومسمع العالم كله بل وبشبه معارضة عالمية, وتم ذلك بمسميات اخلاقية براقة ستحرص كافة حكومات وشعوب العالم على ان تلتزم الادارة الامريكية بها. امام هذه الادارة ثلاث سنوات حتى يحين موعد الانتخابات القادمة, وهي فترة زمنية كافية لوضع قواعد اساسية جديدة لمنطقة الشرق الاوسط, لو صدقت هذه الادارة بوعودها حول العراق وحول فلسطين فسنكون امام منعطف تاريخي لما يسمى بالنظام العالمي الجديد, انه الامتحان الاكبر لكل شعارات ومباديء وقيم دأبت الادارات الامريكية السابقة على التغني بها وتنفيذ عكسها حين يتعلق الامر بالشرق الاوسط, واليوم هي لا تتغنى بها فحسب بل هي تدعي انها تعمل على تطبيقها! وامامنا نحن الدول العربية تجاه هذا الحدث الفريد ثلاث خيارات اما مساعدتها رقابة ومشاركة فعالة من اجل ضمانات اكبر للصالح العراقي والفلسطيني, واما التنحي جانبا وانتظار ما ستسفر عنه الاحداث كي نتخذ ردة الفعل غير المناسبة (كالعادة), واما عرقلة هذه الوعود حتى لا يكون تغير الانظمة بهذه الطريقة سابقة تتبعها لواحق! اما وان حكوماتنا لا تستطيع ان تفعل الكثير تجاه الخيار الاول والثالث, فالارجح انها ستختار الثاني كالعادة, وستكتفي مثل غيرها من حكومات العالم بمشاهدة مسلسل مثير شد ملايين المشاهدين وتغلب على كل البرامج والافلام والمسلسلات التليفزيونية, مطالبين الادارة الامريكية ان تسرع اكثر بتنفيذ وعودها, (فالمولولون) تجاه كل (خطأ) او (تأخير) في تلك الوعود يشدون اعصابهم, ويضعون شروطا تعجيزية لنجاح الامتحان الاخلاقي الامريكي, وشعوبنا تستجيب لذاك التحريض بشكل يصعب السيطرة عليه لمدة طويلة, فكلما رفع علم امريكي قالوا آه هل صدقتمونا انه الاحتلال, وكلما حدثت فوضى قالوا آه هل فهمتم انها الاحقاد, وكلما حدث خلاف بين اداراتكم قالوا آه انها تقسيمات الغنائم, والشعوب غير معنية بجدول اعمالكم وتوقيته واولياتكم, فهناك معاناة تجري على الارض وهناك هواجس مشروعة, لذا فان الادارة الامريكية تقع اليوم تحت ضغط رهيب اما ان يقودها لترك الجمل بما حمل ان ساءت الاحوال باكثر مما توقعت, او يقودها على الاصرار اكثر لاثبات نجاحها على كل الاصعدة, هنا فقط تصدق مقولة عند الامتحان تكرم امريكا أو تهان.