أخبار متعلقة
كشفت جولة في المنطقة الشاسعة في مدينة صدام(اكبر احياء الشيعة في بغداد) التي يقطنها مليونان من البشر (حتى أيام قلائل كانت بعيدة عن متناول الصحفيين الاجانب.) عن مظاهر الفقر الذي زادته الحرب سوءا. والاطفال هم الاشد تضررا، وكان قسم كبير منهم في حالة صحية سيئة قبل الحرب. وأحدثت عمليات السلب والنهب والعنف التي تسود العاصمة العراقية شبه انهيار في نظم الرعاية الصحية بأكملها، وكانت ثلاثة فقط من 32 مستشفى ووحدة صحية في بغداد تعمل خلال عطلة نهاية الاسبوع. واصطفت نساء مدينة صدام امس في طوابير وهن يحملن في أيديهن أطفالهن الذين تعالت صرخاتهم خارج وحدة صحية صغيرة للمساعدات الاولية اقامتها منظمة المساعدات الانسانية الالمانية "مهندسون في خدمة المحتاجين". يعاني على مجيد وعمره (سنة واحدة) من حساسية غذائية شديدة. وتقول أمه إنه يحتاج إلى حليب ذي تركيبة خاصة لا نستطيع أن نوفرها له الان. وهناك طفل صغير عمره لا يتجاوز العامين يدعى حسن كامل يعاني من سوء التغذية ووزنه أقل بكثير من وزن طفل في مثل سنه. تقول أمه إنه لا يستطيع أن يأكل ويعاني من هزال شديد لكني لا أعرف السبب . وهناك أطفال آخرون لا يقوون حتى على المشي.
و يقول طبيب يدعى فيكتور أحمد علينا أن نتعامل أساسا مع المرضى الذين يعانون من حالات قيء وإسهال حادة ناتجة عن تلوث المياه. ويضيف معظم المرضى من الاطفال، و كل أسرة هنا لديها خمسة أو ستة أطفال، كثير منهم يعانون من حالات ضعف ونقص شديد في الوزن، ونعالجهم بالبروتينات. ويضيف ثمة حالات كثيرة بين الكبار عبارة عن إصابات في حوادث سيارات أو إطلاق النار أو طعن، وقد شاعت هذه الحالات نتيجة حالة الفوضى والعنف التي أعقبت سقوط النظام القديم. وبعد أن كان الناس يصابون في الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، عادوا الان ليصابوا جراء التقاتل من أجل الحصول على الطعام والمواد الغذائية. تولى فريق منظمة مهندسون في خدمة المحتاجين العناية بنحو 500ر1 شخص خلال الايام الاربعة الماضية. ولايوجد بالمستشفى سوى حجرة واحدة للعلاج وأخرى لتخزين الادوية وحديقة خارجية تحولت إلى حجرة انتظار. ويقوم رجل مسلح يحمل بندقية كلاشينكوف على حراسة المدخل، غير أن الجيران أيضا لايغفلون عيونهم عن المستشفى الصغير الذي استطاع توفير شيء من الرعاية لهم في الوقت الذي لا تزال فيه منظمات الاغاثة الانسانية الكبرى تعاني التعثر في ظل أجواء الفوضى. وتقوم تلك المنظمة أيضا على إدارة مركزين طبيين آخرين وتعتزم افتتاح رابع في غضون الايام القليلة القادمة. يقول عناد مبارك وهو أحد المنظمين بالمؤسسة الالمانية إن شاحنة محملة بخمسة أطنان من الامدادات في الطريق الان قادمة من العاصمة الاردنية عمان. ويشير معظم المستشفيات مغلق الان أو مشغول بمعالجة مصابي الحرب . وليس للاطفال فرصة هنا.
طفل في المستشفى ولكن أين الفلاح؟