أكد مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح عبد الله العبود أن أعداء الإسلام عمدوا إلى الكيد والتخطيط الشيطاني لابعاد المسلمين عن الكتاب والسنة وصرفهم عن الاعتصام بهما فسلكوا لتحقيق ذلك مسالك التشكيك فيهما واثارة الشبهات حول تعاليمهما وتزهيد الناس في العمل بهما والتنفير منهما.
وبين ان ذلك يتحقق عن طريق الغزو الفكري الفاسد قبل الغزو الحسي لان الغزو الفكري يمكنهم من السيطرة على عقول أبناء المسلمين وتسخيرهم لتحقيق اهدافهم والوصول الى مقاصدهم بأيسر كلفة ومن أقصر طريق ودأبوا على اشاعة الفراغ العقدي والتحلل الخلقي والفساد الاجتماعي في المسلمين واستهدفوا بذلك الغزو الفاسد شباب الجامعات الذين تعدهم الامة لغدها وحملة راية الاسلام في مستقبلها يبغون التغرير بهم وصرفهم عن دينهم وافساد تصوراتهم وسلوكهم وتوجهاتهم واسلوب حياتهم. جاء هذا خلال ندوة (تحصين شباب الجامعات ضد الغزو الفكري) التي نظتمها الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة أمس وتستمر يومين.
وكان وكيل امارة منطقة المدينة المنورة المهندس عبد الكريم بن سالم الحنيني قد افتتح أمس فعاليات الندوة نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبد العزيز امير منطقة المدينة المنورة وبدأت بكلمة سمو الامير مقرن ألقاها بالنيابة عنه المهندس الحنيني رحب خلالها بالمشاركين في الندوة التي تنظمها الجامعة الاسلامية و تحمل رسالة عالمية هي الدعوة الى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة .. بمشاركة نخبة متميزة من اهل العلم والفكر والاختصاص لمناقشة أمر بالغ الاهمية يمس شريحة مهمة من شرائح مجتمعنا السعودي المسلم وهم شباب هذه الامة وحملة ميراثها ورجالها في المستقبل.
وأكد مدير الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح عبدالله العبود في كلمته على ان جامعاتنا السعودية ولله الحمد مؤسسات علمية وثقافية تعمل على هدى الشريعة الاسلامية كما اراد لها ولاة الامر حفظهم الله ومن هذا المنطلق تنظم الجامعة الاسلامية ممثلة في كلية الدعوة واصول الدين هذه الندوة في اطار رؤى وزارة التعليم العالي المستقبلية وعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وسأل الله تعالى ان يبارك في هذه الندوة وان تكون موفقة في مجال تحصين شباب الجامعات من الغزو الفكري. عقب ذلك القى وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور محمد عبدالرحمن السبيهين كلمة المشاركين في الندوة قال فيها ان صور هذا الغزو لم تزل تتعدد وتختلف الوانها في كل عصر وكان غزو عقول هذه الامة يحظى بنصيب وافر من هذه الصور وسعي الاعداء يرومون اصابة الامة في مقتل فأيقنوا ان مقتل كل أمة في انحراف أفكار شبابها فجعلوا لهم الحظ الاوفى من مكائدهم وشبهاتهم الغازية لجميع الامة الاسلامية. وبين أنه نتج عن هذا الغزو الفكري المركز في عصور متلاحقة نتائج كثيرة الا أن كثيرا منها غير ظاهر للعيان ومن هذه النتائج تهاون كثير من المسلمين بالتمسك بالعقيدة الاسلامية وما تستلزمه من سلوك وعمل بل انقلب بعض أبناء المسلمين حربا عليها واستطاع أعداء الاسلام جر كثير من شباب المسلمين الى تقليد الغرب في افكاره المنحرفة واخلاقه وعاداته ولباسه وانتقاص بعض الاخلاق الاسلامية وظهرت بعض ثمارهم الخبيثة بظهور الكذب واخلاف الوعد والامانة وضعف الشعور بالمراقبة الربانية.
