عقد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية مع معالي وزير خارجية الجمهورية الفرنسية دومينيك دو فيلبان امس جلسة مباحثات بمكتب سموه بالوزارة في الرياض.وقد رحب سموه باسم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بمعالي وزير الخارجية الفرنسي معربا عن ارتياحه للمباحثات التي تمت بين الجانبين.وبين سمو الامير سعود الفيصل في تصريح صحفي عقب الجلسة أنه تم استعراض مجمل الاوضاع الراهنة في المنطقة وخاصة ما يتعلق بالعراق.وافاد بان الجانبين اكدا أهمية اعادة سيطرة العراقيين على العراق واعادة الامن والاستقرار في ربوع العراق ووضع الآليات لعمل ذلك عاجلا كذلك أهمية مد العراق بالمساعدات الانسانية في ظل هذه الظروف العصيبة التي يواجهها العراق.وذكر سمو وزير الخارجية أنه تم أيضا التطرق لاهمية الاستمرار في التشاور والتعاون بين الدول الاوروبية والدول العربية حول قضية العراق وقضية الشرق الاوسط واكد سموه في هذا الشأن أن التقييم المشترك كان يشير الى أن الوقت سانح جدا للتحرك لحل هذه المشكلة المستعصية، آملا أن تتحول اللجنة الرباعية بالسرعة الممكنة لبسط خريطة الطريق وأيضا للاخذ بعين الاعتبار مشروع السلام العربي.
من جهته أعرب معالي وزير الخارجية الفرنسي عن خالص تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وللاسرة المالكة في وفاة صاحب السمو الملكي الامير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود.
وأكد معاليه أن رئيس الجمهورية الفرنسية (جاك شيراك) أراد تعزيز التشاور ما بين البلدين وخاصة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة معتبرا المملكة العربية السعودية محاورا رئيسيا لفرنسا.
وشدد على أن المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط مرحلة صعبة جدا وقال ان هناك أزمة في العراق تنعكس على مجمل المنطقة واستمرار الآلام التي يعاني منها العالم العربي جراء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، مشيرا الى أن فرنسا تعمل على تقديم المساعدة فيما يتعلق بتحسين اوضاع الشعب العراقي الآن بعد سقوط نظام صدام حسين.
وأضاف معاليه: هناك صفحة جديدة يجب ان يكون المجتمع الدولي متحدا تجاهها ولهذا نريد ان تكون هناك مشاورات مكثفة مع العالم العربي وخاصة مع المملكة العربية السعودية التي نعرف خبرتها وحكمتها في هذا المجال.
واستطرد فيلبان قائلا: نحن نريد العمل سويا بغية ايجاد حل ايجابي .. وحريصون على مبادئ القانون الدولي وسنبقى أوفياء لها .. نحن في مرحلة جديدة علينا ان نبدأ العمل فيها بروح من الانفتاح وبروح عملية وبناءه هناك أولا وقبل كل شيء الاستجابة للاحتياجات الانسانية.
وأكد معالي وزير الخارجية الفرنسي أن هناك العديد من المسائل التي تقلق الجميع مستعرضا اياها بقوله: هناك موضوع انعدام الامن في العراق الذي يقلقنا ويتعين على القوى الموجودة في الميدان ان تجد حلا لهذه المسألة .. وهناك أيضا مسألة اعادة بناء العراق على الصعيد السياسي والاقتصادي وهذا موضوع لابد منه .. ونحن جميعا نحشد قوانا لكي تكون هناك سلطة عراقية شرعية تقوم باعادة البناء والاعمار بالتعاون مع الاسرة الدولية ودعمها .. وفرنسا تحرص على الدور الذي يمكن للامم المتحدة أن تلعبه في هذا المجال.
وأفاد معاليه أن فرنسا بالتعاون مع شركائها الاوربيين تسعى لايجاد حل للازمة الاسرائيلية الفلسطينية المؤلمة .. مؤكدا اهمية مواجهة الاحباط والذل والظلم بفضل مساعدة المجتمع الدولي.
ولفت معاليه الى أنه سيتم خلال لقاء وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم في لوكسمبورغ وايضا خلال القمة نهاية هذا الاسبوع في أثينا التطرق لهذا الموضوع مؤكدا ان فرنسا وأوروبا تحشد قواها لهذا الغرض وحرصها لعمل اللجنة الرباعية وخريطة الطريق التي ستساعد الجميع في التوصل الى حل.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على اهمية تمكن واسهام الاطراف الرئيسية والاساسية للتوصل الى حل لهذه الازمات داعيا هذه الاطراف الى التحلى بضبط النفس والحوار بشأن هذه المسألة.
وحضر جلسة المباحثات من الجانب السعودي مساعد وزير الخارجية الدكتور نزار عبيد مدنى ورئيس الادارة الغربية بالوزارة خالد الجندان ووكيل الوزارة للشئون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف السعدون.
كما حضرها من الجانب الفرنسي سفير فرنسا لدى المملكة برنارد بولتى والوفد المرافق لمعالي وزير خارجية فرنسا.
وقد غادر معالي وزير خارجية جمهورية فرنسا والوفد المرافق الرياض مساء امس وكان في وداعه بمطار قاعدة الرياض الجوية صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس المراسم بوزارة الخارجية السفير عبدالرحمن النويصر وسفير جمهورية فرنسا لدى المملكة برنارد بولتى وأعضاء السفارة.