DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
من الذي قال ان الادارة الامريكية خاضت هذه الحرب بدون مصلحة خاصة؟ من الذي قال ان الحرب قامت فقط من اجل التحرير حتى وان سميت كذلك؟ هل هناك احد بلغت به السذاجة ان يقول ان امريكا مستعدة ان تضحي بابنائها من اجل ان ينعم شعب آخر بالرفاهية؟ بمعنى لو كان صدام يحكم دولة زيمبابوي مثلا هل تكبدت امريكا كل هذا العناء من اجل تحرير الشعب الزيمبابوي؟ انما في المقابل من الذي قال ان امريكا بحاجة لا تحتل العراق (عسكريا) حتى تحصل على مصالحها؟ لامريكا مصالح خاصة على رأسها تدفق النفط وتأمين طريقه، لامريكا اولويات على رأسها تأمين سلامة الشعب الامريكي، هل نظام صدام يقف في طريق تلك الاولويات؟ نعم من وجهة النظر الامريكية خاصة لمن قرأ الاستراتيجية الامنية الامريكية ونظرية الوسائل الاستباقية (اتفقنا معها او اختلفنا فهذا ليس موضوعنا) الآن.. هل تنوي امريكا ان تقيم (احتلالا) عسكريا على العراق من اجل نيل مصالحها (امنها وبترولها) باختصار وببساطة لا.. لانها ليست بحاجة لان تحقق تلك المصالح باحتلال عسكري يجوب فيه الجنود الارض بدباباتهم وتدار فيه العراق من قبل حاكم امريكي، فذاك شكل تقليدي للهيمنة عفى عليه الزمن ووسيلة مكلفة دوليا ومحليا اي داخل الولايات المتحدة الامريكية، مكلفة ماديا وسياسيا وليست هناك حاجة للدخول في متاهاتها بتاتا، هي تريد الشرق الاوسط منطقة مستقرة امنيا وسياسيا وفق تصورها، يتدفق النفط منها بسلاسة بدون مشاكل وتريد شعوبا متصالحة مع حكوماتها لا تسبب لها مشاكل. وبامكانها ان تحقق ذلك كله بدون جندي واحد تبقيه خارج دياره وتفرض عليه التواجد في ارض بعيدة عن وطنه وتحرض المجتمع الدولي كله ضدها. فان كانت الحروب اختلفت اساليبها وتطورت فكيف (بالهيمنة) السياسية؟ الآن نقل الجنود لا يستغرق مدة طويلة من قارة لقارة، الآن الصواريخ عابرة للقارات، الآن هناك حاملات الطائرات، الآن القيادة في بلد والحرب في بلد، التطور التكنولوجي المتسارع سيقلص من اهمية الجنود الارضيين ليعطيهم اقل دور ممكن، الآن السيادة الجوية تقرر مصير الحرب، الآن تنال القوى العظمى عسكريا ما تريده بأقل الخسائر الممكنة في الارواح، الآن القوى العظمى تتعلم من اخطائها السابقة فلا فيتنام ولا غيره، ما عادت الحرب كما عهدناها ولن يعود الاحتلال كما عهدناه. ما يهم امريكا اليوم هو سعر النفط وكمية انتاجه، ما يهمها هو شباب عربي يجد متنفسا داخل ارضه للتعبير وللعمل وللمشاركة السياسية لا حبا في سواد عينيه انما حتى لا يفكر في ان (يفش) خلقه فيها ويزعز امنها كما فعل شباب 11 سبتمبر. هل هذه دعاية (لحمامة السلام) الامريكية؟ لا.. وحتى لا ننسى, نذكر بدور امريكا في تقوية صدام حسين منذ عام 1963 بدءا بتقوية حزب البعث وبمساعدة السي اي ايه للقضاء على الحزب الشيوعي وانتهاء بتقويته هو شخصيا حين تولى الحكم في حربه على ايران، هذه هي الحال.. لا اصدقاء دائمون انما مصلحة دائمة. في النهاية علينا ان نعرف ان لامريكا مصلحة خاصة الآن في ازاحة هذا الحليف القديم، لكنها ستحققها على غير ما يروج (مثقفونا) العرب بالاحتلال العسكري الذين توقف نمو عقولهم عند شكل واحد من اشكال الحرب وشكل واحد من اشكال المقاومة وخاب ظنهم، وشكل واحد من اشكال الهيمنة وسيخيب ظنهم، ستختفي الدبابات وسيرحل الجنود، وسيخضع القرار العراقي المتعلق بالمصالح الامريكية - فحسب - لمدة طويلة للهيمنة الامريكية، واي قرار يتعلق بأي مصلحة عراقية محلية او دولية لا تمس المصلحة الامريكية ليس مهما التدخل فيه، هذا هو شكل (الاحتلال) العصري لعام 2003. انما نعيد ونكرر.. المشكلة ليس في نويا الآخرين تجاهنا، المشكلة كانت وستظل فينا نحن الذين نضيع حقوقنا وفرصنا ومصالحنا دون ان نستغل حاجة الآخرين لنا كحكومات وكشعوب، المشكلة في حكوماتنا في قادة الرأي عندنا، اي ان المشكلة في النخب التي هيمنت على عقولنا وعلى مصائرنا طوال الخمسين عاما الماضية. هل ندرك حجم الاوراق التي في يدنا لأن نلعبها عراقيين وغير عراقيين؟ هل ندرك حجم قوتنا الحقيقية لا الوهمية؟ هل نتعلم من دولة هي اصغر من اي دولة عربية؟ كيف استطاعت ان تسير السياسة الامريكية لتحقيق مصالحها دون ان تدخل في مواجهة عسكرية معها؟ الشعوب العربية وقعت بين كماشتين، بين حكومات (تهب) الآخرين ما يريدونه باردا مبردا دون جهد يذكر للحصول على مقابل، ونخب (مثقفة) تريدنا ان نقاتل الآخرين رجلا لرجل لنحرق الارض تحت اقدامهم!! نحن لا نريد استسلاما خنوعا ولا نريد تهورا اخرق. لنا حقوق مهدورة ولنا مصالح ضائعة، ويستصغرنا الآخرون ولا يحسبون لنا حسابا ليس لاننا ضعفاء وليس لاننا لا يمكننا ان نقاوم، بل لاننا الى الآن لم نعرف بعد من اين تؤكل الكتف؟! كاتبة بحرينية