لقد وقع ما كان كاتب هذه السطور يحذر منه الا وهو سيطرة اهم الكيانات الرأسمالية على اهم موارد العراق الطبيعية. فلقد عاش العالم بأكمله ولمدة ثلاثة اسابيع ينظر الى اهم تحولات هذا القرن. كما انقسمت شعوب العالم بين مؤيد لاستخدام الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا القوة العسكرية في دحر النظام العراقي الدكتاتوري الجائر, وبين معارض للغزو الامريكي البريطاني الذي خرق كل المواثيق الدولية سعيا وراء مطامعه الاقتصادية والسياسية.
على العموم ساعة الصفر بدأت، وسنحاول في هذه الزاوية ان نقف حول مستقبل العراق الاقتصادي. الكل يعلم ان العراق خاض ثلاث حروب ضروس. لا تستند الى مبررات او اهداف استراتيجية, وانما جاءت نتيجة قرار فرد واحد في الحكومة العراقية الا وهو صدام حسين. ان العراق سيعيش في الفترة القادمة حالة من الاستنزاف غير المقنن في موارده الطبيعية من قبل مجموعة من الدول والتنظيمات التي يجب ان يدين لها العراق من وجهة نظرهم.
ان العراق سيتحمل وحده فاتورة الحرب الخليجية الثالثة والتي يقدرها عدد من خبراء البيت الابيض بمبلغ يتراوح بين 100 الى 200 مليار دولار وهذا ما يعادل 1 ـ 2 بالمائة من اجمالي الناتـج المحلي للولايات المتحدة الامريكية حسب تصريح رئيس المجلس الاقتصادي الوطني لصحيفة وول ستريت جورنال. كما ان تكاليف تحقيق السلام في العراق ونشر الديموقراطية ستكون مصدر قلق واكثر كلفة من كسب الحرب وهناك من يقدرها بمبلغ يتجاوز 300 مليار دولار.
اضف الى ذلك توفير المساعدات الانسانية التي قد تصل الى 5 مليارات دولار سنويا لو افترضنا ان العدد الذي يستحق المساعدات قد يصل الى خمسة ملايين عراقي, ناهيك عن مبلغ اعادة اعمار العراق والمتوقع بـ 150 مليار دولار. اضف الى ذلك فاتورة تدريب الموظفين الذي سيعنون بادارة شؤون العراق في الفترة القادمة والمتوقعة بخمسين مليار دولار.
كما ان نشر قوات لحفظ السلام في العراق والمقدرة بمائتي الف جندي يستلزم مبلغ خمسين مليار دولار سنويا (لاحظ ان الوجود الامريكي حسب تصريح الرئيس بوش سيطول ـ وكاتب هذه السطور يتوقع ان الوجود الامريكي سيظل خمس سنوات). وهذا يعني اجمالي تكاليف قوات حفظ السلام ستصل الى مائتين وخمسين مليار دولار. كما ان ديون العراق السابقة تقدر حسب افادة مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في نيويورك بمبلغ 380 مليار ريال وهذا بلاشك وضع اسوأ من وضع الدول الفقيرة هل وصلت عزيزي القارىء الى المبلغ الاجمالي لهذه الالتزامات؟ انني اقترح عليك الانتظار حتى تكتمل الارقام الكلية في المقالة القادمة ان شاء الله.
