ترى ما وجه الشبه بين ما حصل لزمرة صدام وللفرد منا؟ سؤال قد يبدو غريبا نوعا ما!
فبعيدا عن التحليلات السياسية للأحداث الجارية التي اصابتنا بالصداع والغثيان ومن دون التفكير فيما سيؤول اليه الامر في العراق الشقيق وهو امر مقلق لا يستطيع احدنا ان يتنبأ به ثمة امر يستحق التفكير مليا؟
ما حدث في العراق وقبلها في اصقاع كثيرة هو تكرار لاحداث تكررت عبر التاريخ لدول وافراد كفرعون وقارون في هذا الكوكب المسكين الذي ما ان تنطفىء حرب حتى تشتعل اخرى حتى صار كوكبا يعلوه الدخان، وما ينبغي ان نتفكر فيه دون ان يغشى ابصارنا تلاحق الاخبار وانهمار التقارير الصحفية هو امر واحد وذلك ان لكل ظالم نهاية سوداء وكما ورد في الأثر ان الله ليملي للظالم حتى يأخذه اخذ عزيز مقتدر، وهذا التحذير لي ولك ولسنا بمعزل من ذلك!
وجه الشبه بين كل منا وصدام هو الظلم فكلما زاد الظلم كان عقاب الله منا قريبا وان كان صدام طغى وها نحن نرى كل يوم ما تقشعر له الابدان فمن توابيت الجماجم الى السجون تحت المباني المهجورة الى ما الله به عليم، ولكل منا سلطة ومسؤولية قد يظلم فيها ولا ينتبه فهذا مدير يظلم موظفه او يحرمه من حقه او يحابي قريبه وزميله وهذا اب يحرم ابناءه ويظلمهم من حقوقهم ويضيق عليهم وآخر يظلمهم فيتركهم يضيعون وينحرفون تحت مسمى الحرية الشخصية وهناك الذين يظلمون انفهسم فينسوا اوامر الله ويسرفون في المعاصي دون توبة، وهناك الذين يظلمون المجتمع فيتلاعبون بمصالحه ويهملون في مسؤولياتهم وحتى نحن نظلم المجتمع حين نخالف النظام ونتلف المرافق العامة ولو اردنا الارسال لما توقفنا!
اما الاشد ظلما فهم اولئك الذين عقوا والديهم ورموهم في دور العجزة او تركوهم في بيوتهم بلا رعاية ولا اهتمام ومثلهم اولئك الذين ظلموا العمال لديهم فحرموهم او اخروا رواتبهم او اقتطعوا منها او حملوهم فوق طاقتهم وهم يدعون عليهم وعين الله لا تنام!
أما العاقبة فلن تكون دوما بصواريخ كروز او طيارات الاباتشي ولكن ستأتي من الله على غير ما نتوقعه فلندرك انفسنا ولنتجرد من الظلم قبل ان لا ينفع الندم!