على الامة ان تقف امام أي يد عابثة تريد ان تقطع اوتارنا وان تفتت بناءها، وهذه اليد البالغة الحقد لا تكتفي في تحقيق ما تريد بل تلغ فيه ولغ الساديين الذين يولعون بالتعذيب ولحس الدماء وجعل النزف دائما ولو ملكوا له تجديدا لكانوا من المبادرين.
ليتنا نسكت على الاقل.. فالكلام مرهون بأوقاته، بل ان السكوت الآن ولو على خلاف بين اهل الامة الواحدة افضل حتى من النقاش حولها ولو وديا (مع اني ما سمعت طيلة حياتي حديثا وديا في مسألة الخلاف الطائفي).
لابد اننا نعي او يجب ان نعي ان التنازل عن المعتقدات الدينية هو من اصعب المسائل، ولا هي حتى قابلة للتقطيع والتنازل، لا يرضى احد ان يتنازل من جزء من دينه بأي ثمن (من يجرؤ ان يطلب منا ذلك؟!) اؤمن انه لا نقاش في امور الخلاف الديني للوصول الى مناطق وسط، هي اما حربا حقودا، او انتقالا من جانب بالكامل الى جـانب بـالـكـامـل.. لا قنطـرة ولا محطة في الوسط!
ولنتفهم الواقع حتى يمكننا العيش به، وهو ان يتصافى اهل المذاهب بينهم حتى مع الفرق المذهبي.. هذا الصفاء ليس صعبا بل هو عين الممكن الواقعي، واول من يعرفه اهل هذه المنطقة الذين عاشوا قرونا بالجوار وتأصلت بينهم الصداقة والعادات الاجتماعية الواحدة، ونعرف بكثرة صداقات عمر وعمل طالت بين افراد مختلفي المذهب الى يومنا.. فدعوها تستمر الى المقبل من ايامنا.
اراني احترق من الداخل وانا ارى مباراة اشعال جهنم الكراهية في الحوارات الفضائية، وكأننا وصلنا الى قمة امانينا ولم يبق الا ان نتفرغ لتطهير بعض زوايا البيت.. لقد اشعلت هذه (النقاشات)! فتنة كانت من الصعب ان تنام فأعادوها الى ذروة اليقظة.. من الذي استفاد؟ هذه يد لابد ان تغل وان تشل.. والا فكل ايادي الاعداء ستمتد لها.. ان لم يكن قد فعلت، فيفوت الاوان.. لأنه ليس كل غزو يأتي على ظهر دبابة!
