كاتب ومحلل سياسي, جمعني به مجلس ما قبل قرابة الشهر, كان يتحدث باندفاع كبير عن المحور الوليد (فرنسا, المانيا, روسيا وربما الصين) القطب الذي سيقف امام الهيمنة الأمريكية والذي يجب ان نتحالف معه نحن العرب, لنحمي أنفسنا من شر العم سام.. قال له احد الحضور: ألا تعتقد ان ما تقوله هو أماني وليس واقعا؟ رد عليه المحلل الاستراتيجي بكلام ظاهره الأدب, وباطنه تسفيه.. عيون الحضور كانت تنظر الى السائل ذات النظرة.
خلال الأسبوع الماضي تذكرت سؤال السائل.. فقلت في نفسي: لك كل العذر.. نحن السفهاء وليس أنت.. كنت تنظر بواقعية, ونحن نتمنى ونعتقد ان ما نتمناه واقعا.. هل تعلمون متى داخلني هذا الشعور؟ حين رأيت فرنسا تخطب ود امريكا, لتعطيها او تتصدق عليها ببعض فتات عقود اعادة اعمار العراق..حين سمعت وزير خارجية المانيا فشر يقول: نحن حلفاء أمريكا ولم نعارضها يوما.
يجب الا نلومهم.. فهم يبحثون عن مصالحهم ويجب ألا يكونوا عربا أكثر من العرب.. ولكن هل نحن نبحث عن مصالحنا؟ هل نعتقد فعلا بمقولة العلي العظيم (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)؟
رغاي