يمكنك أن تنجز واجبك بالهاتف في كل موقع الا الدوائر الحكومية فانها عصية عليك ما لم تحضر بنفسك!!
هذا الكلام ليس جديدا.. ولم يكن نتيجة لتطور ما حصل للدوائر الحكومية.. زحام مراجعين مثلا او كثرة واجبات تشغل الموظف.. انه بالدرجة الاولى تجاهل لدور الهاتف او عدم احساس بأهمية استفسار المواطن عبر الهاتف.. وهو هكذا منذ ان اصبح السنترال جزءا من كل مرفق حكومي!
ما فائدة ان تكون هناك وسيلة اتصال ثم تصبح معطلة!
واي دائرة تواضع المسئول فيها بالرد عليك عبر الهاتف والفاكس؟
هم يسجلون على اوراقهم خطوط هواتفهم وفاكساتهم.. بل يطلبون منك عند المراجعة ان تستفسر بالهاتف ثم تدخل في دوامة لا تنتهي..ويضيع وقتك ولا تحظى باكثر من رد السنترال وتكرمه بتحويل المكالمة الى القسم المطلوب.
اما عندما تصل مكالمتك الى المدير المعني بالبت في موضوعك فان العقبات تبدأ بسكرتير المكتب:
- نقول له من اذا سمحت؟
- قل له مواطن
- بس تعطينا اسمك أحسن؟
- يا أخي هو مسئول وليس صديقي حتى يعرفني.. انا اطلب انجاز موضوع يتبع مكتبه ومسئولياته.
- طيب.. اصبر شوي.. أو اعاود الاتصال.. هو الآن مشغول.
وتضع الهاتف .. وتشعر بانك لم تملأ عيون وآذان حضرة السكرتير لأنك لست صاحب اسم او مركز معروف وبالتالي لا قيمة لاتصالك ورغبتك في سؤال المدير!
وتعيد الاتصال لتكذيب ظنك وتسمع الكلام نفسه وبحسب مكانة ذلك المسئول تكون العقبات فالسكرتير لا يمكن ان يسمح لمواطن مغمور بان يصل الى مدير المكتب.. ولو وصل بعد تعنيف وتوبيخ فان الرد الفاتر من قبل المسئول هو الحصيلة المؤكدة لانه يريد ان يعرف بدوره هل أنت فلان صاحب المكانة او مجرد مواطن!
وقد يجيبك: نشوف ان شاء الله.. او ان الموضوع سيتم تحويله الى المكاتب للنظر فيه.. وهكذا.. وانت على يقين بان كلامه مجرد اجابة للتخلص.. وبعد ان تيأس لا تجد بدا من قطع جميع واجباتك والذهاب الى تلك الادارة ولو كانت في منطقة أخرى بعيدة لمتابعة موضوعك مباشرة.