ناشدت الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، التابعة لرابطة العالم الاسلام، المسلمين في العالم، بالتعاون على حماية الامة، وتحصين شبابها فكرا وسلوكا، وطالبتهم بالحذر من الفتن، والرجوع الى العلماء الثقات، ودعتهم الى تحقيق خيرية الامة في حياتهم، من خلال التمسك بكتاب الله العظيم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونبهت الى ما يتعرض له الاسلام من محاولات التشويه والطعن والتطاول على كتاب الله الكريم، والمس بشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وطالبت المسلمين بالثبات على دينهم ونهجهم والاهتداء بهدي القرآن، والاقتداء بالاسوة الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة المحن، والرد على الطعون والافتراءات، من خلال نهج الاسلام الذي جعل به الله سبحانه وتعالى المسلمين امة الوسط والاعتدال.
جاء ذلك في نداء اصدره معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الامين العام لرابطة العالم الاسلامي، ورئيس مجلس ادارة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وفيما يلي نصه:
الحمد لله رب العالمين، الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على خاتم الانيباء والمرسلين، محمد الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه اجمعين، اما بعد:
فان الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، تدارست في اجتماعاتها سبل تجنيب المسلمين الفتن، والنهوض بهم لتحقيق خيرية الامة في هذا العصر، الذي كثرت فيه الانحرافات، وازدادت فيه التحديات، وظهر فيه الطعن بالاسلام، والمس بالقرآن والتطاول على رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال اعلامية تسعى لتحقيق اغراضها في محاربة دين الحق، وفي ضوء الواقع الذي تواجه امة الاسلام فيه هجمة على عقيدتها وكتابها ومقدساتها، فان الهيئة تناشد المسلمين في العالم وتدعوهم الى ما يلي:
اولا: التمسك بكتاب الله العظيم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقهما في شؤون الحياة، والعلاقات مع الناس، والرجوع اليهما في كل شأن ففيهما الهداية الى الحق، والعصمة من الضلال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي).
ثانيا: الحذر من الفتن، لما تحدثه من مخاطر، والرجوع الى العلماء الثقات، في كل ما يثار في حياة المسلمين، وحث شباب الامة على تجنب الذين يسعون بالفتنة، وتفريق المسلمين: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق). البروج - 10.
ثالثا: استشعار الواجب الاسلامي في دعوة الناس الى الحق، بخطاب اسلامي معاصر مفهوم، يزدان بالحكمة، ويتسم بالحسنى في الوعظ والارشاد، ويتوخى تحقيق معاني المرحمة بالناس: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). النحل
رابعا:
الاخذ بنصيب من العلم الشرعي الذي يحتاج إليه المسلم في حياته، والذي يعينه على التبصر ومعرفة حقيقة الامور، ويعينه على الثبات على نهج الاسلام، ويساعده في تحقيق مقاصد الاصلاح: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف - 108.
خامسا: التقيد في مجالات دعوة الناس بنهج الاسلام، الذي جعل الله به المسلمين امة الوسط، بعيدا عن مسالك الغلو ومنزلقات التطرف: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) البقرة - 143.
سادسا: تأصيل معاني الرحمة التي جاء بها الاسلام في نفوس المسلمين: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الانبياء - 107، فهي من المقاصد الاسلامية، التي ينبغي معها البعد عن الغلو، ونبذ العنف وانواع التطرف والارهاب، الذي حارب الاسلام جميع صوره، لانه يؤدي الى ايذاء الناس، وازهاق الارواح، وقتل النفس التي حرم الله: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) الاسراء -33.
والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، اذ تدعو المسلمين الى تحقيق مقاصد الاسلام في نفوسهم، فانها تهيب بهم ان يسعوا شعوبا وحكومات، الى التعاون معا في ابراز صورة الاسلام الصحيحة المشرقة، وجذب الناس اليها، والتعاون والتضامن في الدفاع عن كتاب الله العظيم، وعن سنة نبيه الكريم، وعن شخصية الأمة المسلمة التي ورثت رسالة الرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الانبياء - 107. وكلفت بالبلاغ، ونشر القرآن الكريم.. كتاب الهداية والسعادة والفلاح: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). الاسراء - 9.