يوم اول امس 9 من ابريل 2003م سيظل تاريخا محفورا في ذاكرة الشعب العراقي ففي هذا اليوم تمت ازاحة الكابوس الذي جثم على صدور العراقيين، كل ذلك حدث امام ناظر مئات الملايين من المشاهدين في العالم على الهواء مباشرة.. نعم تبخر نظام ديكتاتوري تاركا الذهول على الوجوه لينعم شعب العراق بأكسجين الحرية لاول مرة منذ خمسة وثلاثين عاما.
صفحة من الماضي تم طيها ليبدأ التفكير في المستقبل وهو التحدي الاكبر امام الشعب العراقي فهم وحدهم الذين يجب ان يقرروا هذا المستقبل باختيار حكومتهم وادارة شؤونهم بما يتوافق مع اجماعهم، من حق الشعب العراقي ان يختار من يحكمه وان يعود الى الحياة الطبيعية ويبني المستقبل دون حزازات بين ابنائه وان يغلب مصلحة الوطن العليا والا يسمح للمرارات التي حملها جراء نظام صدام حسين السابق ان تقوده وهذا ما نتمناه للشعب العراقي.
في العراق طاقات هائلة من العلماء والمفكرين والخبراء المختصين في كل حقل علمي واقتصادي وتكنولوجي وهذا ما يطمئن العالم العربي بان المستقبل الذي ينتظر العراق ان شاء الله مزدهر ولا نعتقد ان من حق اي احد ان يزايد على وطنية الشعب العراقي وحبه لوطنه وقدرته على طي صفحة الماضي وصيانة ثرواته وتحديد مستقبله. المطلوب في هذه اللحظة عودة الأمن والاستقرار وحفظ الممتلكات العامة باعتبارها رصيدا للشعب العراقي وعدم اتاحة الفرصة للفوضى والمطلوب ايضا من الدول العربية ان تقف الى جانب الشعب العراقي من خلال الاسراع في تقديم المعونات الطبية وتضميد جراح الشعب العراقي بعد معاناة عقود من الديكتاتورية. لا أحد يشك ان مستقبلا زاهرا ينتظر العراق اذا تضافرت جهود الخيرين من ابناء الشعب العراقي مع الجهود العربية في اعادة رسم المستقبل بما يحفظ كرامة الانسان العراقي واعتباره جزءا من كرامة الامة العربية واضافة الى رصيد الامة العربية.