محبة من بعد عداوة
بعض الخلافات أحيانا لا نعرف سببها ومن صانعها ؟ .فجأة تجد نفسك على خلاف مع شخص ما .. أو أن هذا الشخص يتعمد إيذاءك بدون مبرر .. وعدم وجود الأسباب المنطقية للعداء أو الاختلاف يجعل هذا الشخص يحترمك في داخله .. مهما حاول إظهار عدم اهتمامه بك أو بما تقدمه .. وذلك لأن العداء يفتقد لأسبابه المنطقية التي تجعله يدوم .. وربما هذا ناتج عن الجهل التام والحكم المسبق على إنسان لا تعرفه حق المعرفة .. ولكن سرعان ما تتضح الصورة المشوشة متى ما اقتربت من هذا الشخص ولعل المثل القائل ( ليس من محبة إلا من بعد عداوة ) هو ناتج عن مثل تلك الحالات .. لأن العداوة الناتجة عن تراكمات داخل النفس البشرية هي العداوة التي لا تكون بعدها محبة . توافق فكري
التوافق الفكري بين شخصين هو ما يجعلهما يستمران في بناء علاقة على أساس صحيح ، علاقة دائمة تستمر مهما اعترضها من معوقات . إنجاز عظيم
أن تكون محبوبا من الجميع فهذا إنجاز عظيم تحققه في حياتك لا يعادله إي إنجاز آخر .. وأذكر أنني تحدثت في أحدى مقالاتي عن سلوك الشاعر وعن إبداعه في مجال الشعر .. وأن سلوكه إذا كان سيئا ينعكس سلبا على ما يقدمه خاصة في زمننا هذا حيث قل المبدعون بل أصبح الإبداع لا يتمثل في شخص الشاعر بل في نصه فقط بمعنى أنك لا يمكن أن تقول هذا شاعر مبدع وإنما يمكنك القول هذا نص إبداعي أو أبدع الشاعر في هذا النص .. وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها أو تجاوزها مهما كان الضوء الذي يحيط بالبعض من الشعراء معشيا .. وهنا ترجح كفة الشاعر الحسن السيرة ولعل أقرب مثال على ذلك هو الشاعر بندر السّميري رحمة الله عليه والذي كان رحيله عنا الخميس الماضي في حادث مروري أودى بحياته هو ووالدته فاجعة بالنسبة لمن عرفه وقرأ له .. وقد لمست هذا الألم والحزن العميق على فقده في الكثير من الشعراء والشاعرات الذين عبروا عن مدى حزنهم عليه ومدى حبهم له فقد كان طيب السيرة محبوبا من الجميع كسب محبتهم واحترامهم في تلك الفترة القصيرة التي تواجد بها بينهم واستطاع رغم قصر مسيرته الشعرية أن يترك لنا نصوصا إبداعية .. رحمه الله ووالدته رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته .