في طفولته أصيب عبدالله الخليفة بشلل في أطرافه السفلية، وصعوبة في النطق، لم تتح له هذه الظروف ان يلتحق بالمدرسة، فلم يتعلم، كبر وكبرت معه إعاقته، لم يجد عملاً يقتات منه، بات يتحرك على كرسي، قبل قرابة 10 سنوات، دخل عش الزوجية، لديه اليوم 3 أولاد، وباستثناء واحد منهم، فالباقي مصابون بتشوهات في أرجلهم، خصوصاً ابنته سارة، التي تعاني انحرافا في رجلها اليمنى. ويزيد الطين كون أمه العجوز معاقة أيضاً وتعاني السكري، مما يجعلها بحاجة دائمة إلى عناية ورعاية.
رغم كل ذلك فإن محمد يبتسم للدنياً، ويبدي تفاؤلاً عجيباً، فهو يؤمن بقضاء الله وقدره، ويعتقد ان الابتلاء لا يحل إلا بالمؤمنين.. التقيناه سريعاً، فكان هذا الحوار، الذي تكررت فيه كلمة الله كريم عدة مرات:
عائلة معاقة
@ كيف تشعر تجاه إعاقتك وإعاقة طفليك وأمك؟
ـ الحمد لله على كل شيء. فالله كريم.
@ إلا يزعجك ذلك؟
ـ لا أبداً، وهل ينزعج الإنسان من قضاء الله وقدره.. الله كريم.
@ مم تتكون عائلتك؟
ـ من زوجتي (هندية)، وأولادي الثلاثة، وأمي المريضة.
@ ما مرضها؟
ـ هي أيضاً معاقة، كما أنها مصابة بالسكري وبعض أمراض الشيخوخة، وتحتاج إلى عناية دائمة.
مشكلة الإيجار
@ أين تسكن؟
ـ في منزل مستأجر، إيجاره الشهري 6 آلاف ريال، وأعاني كثيراً حين يحل موعد الإيجار، ففضلاً عن المتأخر من الشهر الماضي، فإنني لن أستطيع ان أدفع إيجار الشهر الحالي، ولكن الأمور ماشية والحمد لله. فهو كريم على عباده.
@ كم عدد غرف المنزل؟
ـ 3 غرف بالمنافع.
عاطل عن العمل
@ لماذا لا تعمل؟
ـ لم أدرس في حياتي، ولا أجيد حرفة أعمل بها، ورغم ذلك أنا مستعد ان أعمل أي شيء، ولكن أين من يقبلني بإعاقتي وسني.
@ ما الذي يشغل بالك في هذه اللحظة؟
ـ مستقبل أولادي، كيف سيعيشون؟ أين سيعملون؟ هل سيواصلون تعليمهم إلى الجامعة والدراسات العليا؟ وغيرها من الأسئلة المقلقة، التي تزلزل البعض، والبعض ينجح في التخطيط لها، ولكن الله كريم.
سيارة لسارة
@ وهل يدرس أولادك الآن؟
ـ لدي سارة في سن الدراسة (8 سنوات)، ولكن إعاقتها تمنعها من الذهاب إلى المدرسة، فهي بحاجة إلى سيارة خاصة بالمعاقين.
@ وأنت كيف تتحرك؟
ـ يبتسم ويقول: الله كريم، وأهل الخير كثيرون.
