لن تكون الممرضة ( ف ج) أولى ضحايا كفالات الديون، كما لن تكون آخرهم، فهي تعمل ومنذ عام 1417هـ ولكن بدون راتب، حتى أنها باتت مهددة بدخول السجن، والسبب ديون تتجاوز 150 ألف ريال.. تقول: لم أعد أستطيع ان أنام وأعيش في دوامة من الهموم التي لا تنتهي.
بدأت قصتها حينما أراد أحد أقربائها ان يشتري سيارة جديدة، ولكن كانت أمامه مشكلة هي عدم وصول راتبه إلى الحد الذي تشترطه وكالة السيارات، فعرض على قريبته ان تشتري السيارة باسمها، على ان يسدد لها نهاية كل شهر، وبالفعل سدد لعدة شهور، حتى استطاع ان يكسب ثقتها، وأثناء ذلك كفلت قريبا آخر، وكانت لطيبتها المفرطة تثق بالآخرين، ولم تكن تعتقد أنها ستتعرض لمقلب آخر، ومقلب ثالث أيضاً من قريب ثالث، وبنفس الطريقة. حينها توقف الثلاثة عن السداد، وتركوها وحدها تصارع هموم الديون، التي لم يكن لها فيها ناقة أو جمل، ولم يكن ذنبها إلا طيبتها المفرطة، التي استغلها ضعاف النفوس.
كانت الممرضة تتحدث لـ (اليوم) ودموعها تنهمر، تقول: أنا مهددة بدخول السجن بين عشية وضحاها، لكثرة ما عليّ من ديون، ولدي عدة مطالبات بالحضور إلى المحكمة والحقوق المدنية.
الممرضة متزوجة، ولديها طفلة صغيرة، ولا يتبقى لها من راتبها الذي يتجاوز 7 آلاف ريال، فلساً واحداً بعد ان تحصل وكالات السيارات على مستحقاتها، لا بل ان زوجها يدفع من راتبه أيضاً.
تقول: أعيش في دوامة رهيبة من هذا الوضع، كل أسبوع تقريباً اتسلم خطاب استدعاء، ويصلني الخطاب في مقر عملي، واتسلمه أمام الممرضات والأطباء وبقية زملائي.
وتختتم حديثها بالقول: هل كان ذنبي أنني أردت ان أساعد الآخرين؟ وهل سأثق مستقبلاً فيمن يطلب مني مساعدة، حتى لو كان يستحقها فعلاً؟ وهل يغدر القريب بقريبته بهذه الطريقة؟ كيف يكون شعوري حينما أراهم وهم يسيرون بسيارتي التي أدفع راتبي وجزءا من راتب زوجي قيمتها؟ ألم تكن ابنتي وبيتي أحق بهذه الأموال من هؤلاء ال......؟