المعارك الضارية والقصف الأمريكي الشديد في قلب بغداد ومن أطرافها الأربعة ما يميز المشهد الحربي في العراق منذ يومين بعد دخول مروحيات الأباتشي الهجومية الى قلب العاصمة وتحليقها على مستوى منخفض ونجاح القوات الأمريكية أمس في عبور نهر دجلة الى بغداد من ناحية الشرق في سعيها لتجزئة العاصمة وأخذ زمام المبادرة. وبينما قتل ثلاثة صحفيين بالقذائف الأمريكية لا يزال الغموض يكتنف مصير صدام حسين الذي أصبحت الولايات المتحدة تترقب نهايته الى الأبد بين عشية وضحاها. وبدت بغداد مساء أمس خالية حتى من المقاتلين المسلحين في القسم الاكبر منها أما الجنود الأمريكيون فإنهم مازالوا يقضون أوقاتا هادئة في القصور الرئاسية التي استولوا عليها.خسائر الأمس الأمريكية هي جندي واحد واصابة ستة في معارك ضواحي العاصمة بحسب ناطق عسكري أمريكي، أما وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف فما زال مصرا على أن العراقيين يكبدون القوات الأمريكية خسائر فادحة وتمت محاصرتهم في ميادين النزال بل ودحرهم عن العديد من المواقع، لكن الصور التلفزيونية تثبت عكس ما يعلنه الصحاف، خاصة بعد الخلل الخطير الذي أصاب المضادات المدفعية العراقية وانسحاب فرق الحرس الجمهوري وتشتته في مختلف الاتجاهات. وعند الظهيرة أطلقت دبابة امريكية قذيفة على فندق فلسطين حيث يقيم الصحافيون من كل أنحاء العالم، ما ادى الى مقتل مصور اوكراني يعمل في وكالة رويترز وآخر اسباني تابع لقناة تيليثينكو الاسبانية وسقوط ثلاثة جرحى اثنان منهم صحافيان بوكالة رويترز، وهو الأمر الذي أثار استنكارا شديدا من منظمات دولية خاصة من الاتحاد الدولي للصحافيين الذي أدان استهداف الاعلاميين ووصف عمل الأمس بأنه جرائم حرب يجب محاكمة فاعليها.
وأعقب قصف الفندق قصفا صباحيا على مكتب قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية فاستشهد طارق ايوب أحد مراسليها وأصيب مصورها.
واتهم الصحاف القوات الأمريكية بانها تعمدت اطلاق النار على الصحافيين الاجانب واصفا هجماتها (بالهستيرية).
وما زال الغموض يسود نتائج المحاولة الجديدة التي قامت بها القوات الأمريكية للقضاء على حياة صدام حسين أمس عندما قصفت طائراتها حيا سكنيا في بغداد ووجهت أربع قنابل تزن كل منها 960 كجم على مبنى رجحت المخابرات الأمريكية أن الرئيس العراقي كان بداخله مع عدد من قياداته اضافة لنجليه وتحول المبنى الى ركام.
وصرح الرئيس الأمريكي جورج بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالقرب من بلفاست انه لا يعرف ما اذا كان الرئيس صدام قد نجا. وقال: كل ما اعرفه انه بدأ يفقد السلطة.