أفتح الستارة الضخمة في هذا الفندق المترف الاناقة في العاصمة القطرية (الدوحة) ضيفا لدى بعض الاخوة القطريين والعرب المشتغلين في بعض الصناعات، ولقد استقبلونا في المطار بوجوه باشة مرحبة، واخذونا لهذا الفندق الحديث الذي تكاد تغسل عتباته مياه الخليج.. في السيارة وفي قاعة الفندق لم ندر حديثا ذا شأن، وكأن جدارا خفيا يضع ظلاله الثقيلة بيننا ويمنع تدفق الحديث الذي يجري بين كل الناس في المنطقة عن الوضع العراقي. كان كما قلت جدارا خفيا لاندري هل فرض واقعه علينا، أم نحن أوجدناه بيننا؟! ولكنه هذا الشعور الذي لاتفهمه ولاتستسيغه في وجود قاعدة القيادة الغازية بمسافة (قريبة) حولنا؟! او هو لوم غامض وحرج اكثر غموضا بين الطرفين.. اي بيننا؟! ودعنا بعضنا البعض وحددنا اجتماعا عمليا على الغداء..
في فجر الغد بعد الصلاة مباشرة ، شعرت بضيق في صدري، وكأني أفقد الهواء في رئتي مع تقلب حمضي حارق في معدتي.. أشعلت التلفزيون ورأيت الموصل تشتعل نارا ودويا يرج السماء من الانفجارات خرجت كما قلت في البداية الى نافذة الشرفة الزجاجية العريضة طلبا لترويح القلب ولم تفلح مناظر البحر المفتوح واشجار النخيل المرتبة التوزيع في الساحة المنبسطة في ابطال هذا الضيق.. تناولت الهاتف لألغي الاجتماع فمزاجي داكن جدا.. ماذا رد علي القطريون؟ كان ردهم : حتى نحن قلوبنا تحترق مع الموصل.. لنلغ الاجتماع!
