شهد قصر الجمهورية مقر الرئاسة ورمز الدولة حيث يرفع العلم العراقي غرب نهر دجلة امس الثلاثاء معارك شرسة وقصفا مكثفا من الطائرات الامريكية والدبابات اسفر عن اندلاع حريق ضخم في وسط المدينة.
واتخذت القوات الامريكية مواقع لها في قصر الرئاسة بعد يوم من اقتحام وسط المدينة ، وقد شاهد مراسلو وكالات الانباء صباح امس عدة دبابات أمريكية وسيارات جيب مدرعة خفيفة تتخذ مواقع في فناء وجوار القصر
وتدخلت الطائرات الاميركية في المعارك العنيفة التي تدور بين وحدات المدفعية والدبابات الاميركية من جهة والقوات العراقية من جهة اخرى داخل وحول مجمع القصر الجمهوري في بغداد.
وكان تبادل اطلاق النار بالرشاشات الثقيلة والاسلحة الآلية يسمع من مكان بعيد ويبدو ان المعارك وقعت عند الطرف الغربي لقصر الجمهورية الذي كان مسرحا لمعارك يوم الاثنين.
وبدت اربع دبابات امريكية على الاقل في داخل مجمع قصر الرئاسة في وسط بغداد فجر امس الثلاثاء وأكدت مراسلة لرويتر ان الدبابات قضت الليل (ليل الاثنين الثلاثاء) في القصر. وشوهدت بين اشجار النخيل في المجمع المطل القريب من نهر دجلة.
وسمعت ايضا عدة زخات من نيران المدافع الرشاشة. وردت القوات الامريكية باطلاق ما يبدو انه 12 صاروخا في تتابع سريع من مجمع الرئاسة صوب الشمال الغربي للمدينة. وشوهد ايضا حريق صغير في المجمع.
وقالت مصادر عسكرية امريكية ان الجنود الذين قضوا ليل الاثنين الثلاثاء في وسط المدينة على الرغم من خطر التعرض لهجمات تحت جنح الظلام يرسلون اشارة الى مدى اعتزام القوات الامريكية السيطرة على العاصمة والاطاحة بصدام حسين.
وعرضت شبكات تلفزيون امريكية لقطات لجنود امريكيين يتجولون داخل القصر.
وفي جنوب العراق سار مظليون بريطانيون على الاقدام دون ان يعترضهم احد الى وسط مدينة البصرة ثاني اكبر مدن العراق حيث استقبلهم السكان بالترحاب.
وقال الجيش الامريكي ان الهجوم الذي شنه على وسط بغداد اكثر من مئة دبابة ومركبة مدرعة كان عرضا للقوة لاظهار ان الجنود يمكنهم دخول العاصمة متى شاءوا وانه ليس هجوما نهائياعلى المدينة التي يعيش فيها خمسة ملايين نسمة. وقال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد انه لا يعرف ماذا حدث للرئيس العراقي صدام حسين لكنه أكد انه لم يعد يتحكم في معظم العراق وانه يفقد جنوده.
ودارت معارك عنيفة صباح امس غرب المجمع الرئاسي الواقع على الضفة الغربية لنهر دجلة واستمرت كثيفة بعد ثلاث ساعات من اندلاعها.
ويبدو ان المعارك التي كانت محصورة اولا داخل المجمع وتدور برا بين الدبابات والمدفعية الاميركية من جهة والقوات العراقية من جهة اخرى اتسعت تدريجيا وامتدت بمحاذاة النهر شمالا باتجاه وزارة التخطيط. وسجل وقوع معارك قرب وزارة التخطيط التي تقع عند ساحة تؤدي الى الحي الذي يضم مقار الادارات الحكومية في بغداد وخصوصا وزارتي الاعلام والخارجية. وذكر احد مراسلي وكالة فرانس برس ان احدى طائرات (اي 10( التي توصف بانها (قاتلة الدبابات) قصفت المجمع بتحليقها مرتين فوق الموقع على علو منخفض جدا. وفي الوقت نفسه سجلت اصوات مواجهات في جنوب المدينة وهدير طائرة او اكثر فوق المدينة.