اكد الدكتور عبدالرحمن عبيد مصيقر ان البيئة المنزلية تعتبر المكان الذي يترعرع فيه الطفل وتشكل عاداته الصحية وسلوكياته الاخرى والمقصود هنا البيئة بمفهومها الشامل والذي يشمل المناخ الاسري والصحي والتربوي المحيط بالطفل وقد اوضحت الدراسات ان البيئة المحيطة بالطفل هي التي تحدد سلوكياته الغذائية ومن هذا المفهوم فان الطفل يتعود على الانتظام في تناول الفطور وبفضل اغذية محددة ويتناول الطعام بطريقة معينة نتيجة الجو المحيط به والذي يشمل سلوكيات الاب والام والافراد الآخرين في الاسرة وهذه العادات التي تغرس في الطفل قد تؤثر بشكل كبير على صحته ونموه فمثلا كثيرا ماترجع الاصابة بزيادة الوزن عند الاطفال الى العوامل البيئية المنزلية وهذه تشمل طريقة التعامل مع الطفل ونوع الاطعمة المتوفرة في المنزل والتفرقة بين الاطفال والتعود على مزاولة الرياضة والقدوة لوالديه والجو النفسي المحيط للطفل ومن الامثلة المهمة في مجتمعاتنا العربية قلة او عدم تناول الخضراوات والفواكه والولع الشديد بالاغذية السريعة عند نسبة كبيرة من الاطفال.
واضاف أن هناك جانبا آخر وهو البيئة الصحية في المنزل فقد وجد ان معظم حوادث التسمم الغذائي عند الاطفال ترجع الى التعامل غير الصحي من قبل الاهل او القائمين بإعداد الطعام مما يسبب الاضطرابات الهضمية والاسهالات عند الاطفال وقد تصل هذه الاعراض الى حد الوفاة كما ان التسمم بالرصاص يعتبر من الجوانب المهمة المتعلقة بالبيئة المحيطة بالطفل فغالبا ما يأتي هذا التسمم عن طريق الطعام الملوث بالرصاص او العاب الاطفال او الاصباغ المستخدمة في المنزل او الغبار او الماء او حتى ملابس الاب الذي يعمل في اماكن تتعامل مع الرصاص وتفيد الدراسات في دول الخليج ان حوالي 30% من الاطفال لديهم زيادة في معدل الرصاص في دمائهم وهذا مؤشر خطير حيث يؤثر الرصاص على مستوى الذكاء والقدرة على الانجاز عند الاطفال وقد حذرت منظمة الامم المتحدة للبيئة من هذا النوع من التسمم.