قاد صدام حسين شعبه الى مهاوي الردى منذ اكثر من ثلاثة عقود، لم يعش فيها الشعب العراقي حالة سلام مع نفسه او مع جيرانه، فالرئيس العراقي قامر بكل شيء في حياة شعبه وبخيرات بلده، فالحرب تلو الحرب يساق اليها الانسان العراقي دون ارادة منه او حتى اقتناع بجداوها، من المؤسف ان تصبح الحرب حدثا يوميا في حياة العراقيين الذين لم يلتقطوا انفاسهم منذ اكثر من ثلاثين عاما، فالرئيس بما يمتلكه من اوهام تاريخية وعقد نفسيه طحن الاخضر واليابس وشرد اكثر من 5 ملايين في المنافي وهم خيرة العقول التكنولوجية والفكرية والاقتصادية، انها لمأساة ان يتفرج العالم العربي على ما يحصل في العراق دون ان يمتلك هؤلاء المنظرون في الفضائيات العربية الشجاعة الكافية ليقولوا لصدام عليك الرحيل والتضحية من اجل شعب العراق العظيم وهي الدعوة الشجاعة التي قدمها سمو وزير خارجية المملكة لرئيس العراق.
من الجنون ان نسمع لهؤلاء المضللين في الاعلام العربي المزايدين على الانسان العراقي وحقه الطبيعي في ان يعيش بسلام ودون خوف بينما هؤلاء المزايدين يشجعون الشعب العراقي على الموت في سبيل رئيس لم يراع كرامتهم ولم يحفظ حقوقهم كل ذلك من اجل شعارات مثل (كرامة الامة) و(الشرف العربي المهدور) لا نعرف متى يتحمل الاعلام العربي مسئوليته الحقيقية والاخلاقية ويضيء الجوانب الظلامية في السجن العراقي الكبير ويغلب مصلحة الشعب العراقي على مصلحة نظامه الشخصية، فصدام لهؤلاء المزايدين قال قبل الحرب انه على استعداد ان يضحي بعشرة ملايين عراقي من اجل ان يبقى (رمز الامة العربية رافعا رأسه).
في هذه اللحظات المأساوية لم يعد هناك اي مجال للعقل فالكل يؤيد الحرب المناصرين لصدام والمناصرين للقوات الامريكية البريطانية والعقل السليم السوي هو الذي يكره الحرب ويرفضها ويحكم مصالح الناس والمجتمعات على اي شيء.. بينما ما يحدث هو انتحار على نظام العراق ان ينهيه ويغلب مصلحة شعبه على مصالحه الخاصة.