الامة العربية تعيش مفارقة تاريخية غاية في الغرابة، ففي منطقة الخليج هناك شعوب تتمنى الخلاص من حاكم ظالم اسرف في الظلم والبطش على شعبه وجيرانه وفي ارض فلسطين هناك شعب يجاهد عدوا شرسا، كذلك سرف في القتل والنهب في الشارع العربي من يقول للشعب العراقي: (لا تستعجل الخلاص، صف بالدور، فهناك شعب في فلسطين اولى منك فقد انتظر 50 سنة، وانت انتصرت 30 سنة فقط).. وهو قول يجافيه المنطق ولكن هناك من يقوله.
آخرون يقولون للعراقيين (لايجوز ان يكون خلاصكم على يد المعتدي على الشعب الفلسطيني) واذا سئلوا (اذن على يد من نتخلص وقد عجزنا نحن وكل العرب والمسلمين؟!) كان الجواب غامضا وهو اقرب الى (هذه مشكلتكم)!!
الفارق بين المعركة في فلسطين والثانية في الخليج، هو ان شعوب الخليج تئن لجراحات الشعب الفلسطيني، وتتبرع وربما كانت اجهزة الاعلام الفضائية - الخليجية هي الاعلى صوتا للقضية الفلسطينية يقابل ذلك ان يرفع البعض في صفوف الفلسطينيين صور القاتل (صدام حسين) الذي سفك دماء العراقيين والخليجيين لمجرد انه قال (كلاما) ولم يدفع مالا ولا سلاحا للشعب الفلسطيني المطلوب هو المساواة فلا يجوزان ان ابكي لجراحات وتضحك انت على قتلاي!
ليس لنا خيار ستبقى فلسطين القبلة والضمير والقضية الطاهرة مهما ألحق بها البعض من (......).
نعم، يجب الا يكون هناك ازدواج في المعايير فيعتبر تحرير الكويت والعراق واجبا، بينما يتجاهل العالم تحرير فلسطين. ومن ازدواج المعايير ان يتم استقبال الرئيس كلنتون عام 1997 في الضفة وقطاع غزة برفع عشرة الاف علم امريكي بينما بلاده تدعم اسرائيل ويتم تجريم تعاون الخليج للتعاون مع الولايات المتحدة لازالة صدام قبل ذلك طرده من الكويت فاذا جاز استقباله 1997 وهو في جانب المعتدى فلماذا؟.
لا يجوز التعاون معه وهو في الجانب الآخر، لمواجهة المعتدي صدام حسين!! لماذا يجوز التعاون مع واشنطن ابان حرب تحرير افغانستان من السوفييت ولم يعتبر ذلك التعاون احتلالا لها في الثمانينات بينما يتم تصوير تعاون اليوم احتلالا. نعم يجب ان نضع حدا لازدواج المعايير بكل صدق وامانة فان الصدق منجاة!! كان المغيرة بن شعبة واليا على البحرين واراد نفر من اهلها نزعه منها فارسلوا رجلا الى عمر رضي الله عنه, ومعه مائة الف درهم يزعمون انها رشوة طلبها منهم المغيرة فاستدعاه عمر امام الرجل وسأله فقال المغيرة: (نعم هما مائتان فأطلب منه الباقي وافعل بي ماشئت) فافتضح امر الرجل واقر بالوشاية فلما سئل عمر المغيرة قال: اراد الخبيث ان يكذب علي فأردت ان اخزيه).