DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالله السفر

عبدالله السفر

عبدالله السفر
عبدالله السفر
أخبار متعلقة
 
لا أعرف كيف يسير التاريخ في منطقتنا العربية. من المؤكد أنه لا يسير إلى الأمام. بل الى القهقري وعلى نحوكارثي يستعيد كل مآسينا قديمها وحديثها، ويركزها الآن على ضفاف دجلة والفرات حيث إن الأمريكيين يحاولون إعادة صياغة التاريخ والجغرافيا بما يتناسب مع منظورهم الهستيري في تقسيم العالم إلى محور للخير، معهم، ومحور للشر، ضدهم، ينبغي ردعه وتحطيم أسنانه، وتمزيقه الى أشلاء ومنها ينبثق الدرس للعالم أجمع.. المختبر العراقي في هذه اللحظة، لكنه لن يكون الدرس الأخير. الذين يحمل اليهم وعد الحرية والتحرير في قنينة ماء، وكيس طعام يأتي ملوثا بالدم المنهمر بفعل القنابل العنقودية والصواريخ الفتاكة؛ تنزل من سماء العراق وتنطلق من البحر (العربي) شرقا وغربا!!.. يا لهذا العراق الموعود منذ الأزل بالكوارث يا لهذا العراق المرصود منذ فجر العالم للدم. والآن تأتي أمريكا تقود الشعب العراقي إلى فردوسها الديمقراطي.. شعب يقاد الى فردوس لا يرتضيه ولا يقبل به.. تحرير شعب باحتلال أرضه ووضع اليد على ثرواته وتنصيب حاكم عسكري يوزع أنصبة الحرية على السكان في الشمال والجنوب والوسط بمكاييل من دم، شاهدناها مبكرا على شاشة التليفزيون تلطخ عيوننا وتقض مضاجع لم يبق فيها مكان للنوم سوى الكوابيس. السادة المعتدون لا يحملون إلا الموت والقتل بدم بارد كمن يمارس ويتفرج على (لعبة هائلة من ألعاب الفيديو) طبقا لما يقوله جنوده. ها هو أحدهم بدمه البارد بعينه الشيطانية يهمس بلذته الخبيثة إلى صحيفة فرنسية: (قتلت أول عراقي في العشرين من مارس.. صوبت بندقيتي.. لم يكن أكثر من نقطة. ظل اختفى فجأة حالما أطلقت النار.. هل أشعر بتأنيب ضمير؟ لا.. لا أظن أنني سأشعر بالندم).. إذن الحملة الأمريكية العسكرية،، ليست موجهة الى فرد، لكنها إلى شعب العراق. لا تهمهم حريته ولا لقمة عيشه ولا ما يعانيه وعاناه على مدى عقود من عسف السلطة، وجور الحاكم الذي بددهم في سديم الفقر والمنافي. إلى أية ظلمة وهاوية يحملنا إليها التاريخ؟ إلى أي قاع نرتطم؛