بطبيعة الحال احنا مجتمع حساس بالمرة ونأخذ الامور بشكل شخصي اكثر من اللازم.. وياساتر لو صار البني ادم منا مسئولا او في واجهة مؤسسة او جهاز حكومي ما عندها لايمكن لاي قوة على وجه الارض ان تقنع ابن الناس المسئول بان انتقاد الناس للجهاز الذي يترأسه الرائع لايعني بالضرورة انه موجه لشخصه الكريم.. هناك حالات لاشخاص اصبحوا مسئولين بشكل مفاجئ بلغ بهم الامر الى عدم التفريق بين مسمى الجهاز الذي يترأسه وبين اسم عائلته العظيمة ويذكر لي مطبب نفساني هنا ان حالات من هذا النوع المنتهي آخذه في التفشي اكثر من اي وقت مضى مع انحسار الفرص القيادية وتزايد اعداد المتنافسين على مواقع الوجاهة هذه الايام.. حالات فصام في هوية البني آدم بهذا الحجم شيء فعلا يروع ولا يطمئن ابدا لسلوكيات هالعينة عندما تكون على رأس جهاز او مؤسسة وطنية مهمة بس السؤال اللي يطرح نفسه في هذه الحالة هو عن مدى مسئولية مجتمعنا عن هذا العصاب الخطر؟! وظني اننا نربي في البني ادم من الصغر ان يكون رقم 1 حتى واذا قدراته المسكين ماتخدمه.. ونكرس من دون وعي في البني ادم اسلوب (ان هي لك او لاخيك او للذئب).. وينشأ البني ادم بذاتية متورمة لا تتعايش ولا تؤمن بالعمل الجماعي وبحرص انا ومن بعدي الطوفان.. هنا ينشأ البني ادم على مفهوم الاحقية في كل شيء للدرجة التي لايستطيع معها التعايش مع ادوار غير قيادية ولربما انقلبت حياته رأسا على عقب فيما اذا حانت ساعة الرحيل المر عن السلطة وتسليم القيادة لغيره. الاكيد ان نظام تنشئة البني ادم عندنا فيه خلل ويحتاج تصحيحه جهود الاسرة والتربية والتعليم والاعلام لتحرير أدمغة البشر من مفاهيم لم تعد تتماشى وطبيعة الحياة المؤسسية اليوم واهم من ذلك ان يعي الانسان ان المواقع القيادية تملى مسؤولية وعطاء تجاه الاجهزة والمؤسسات ودورها في تطور المجتمع.. وتحقيق الذات من الضروري ألا يقتصر على الرقم 1 والحرص على الانا حتى وان لم يكن صاحبها يملك القدرات والتميز على الآخرين.. وياليتنا نردد على رأي اخينا السدحان (لو دامت لغيرك لما وصلت اليك)..
