قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) رواه البخاري. وفي حديث آخر (ليس المؤمن بطعان، ولا فاحش، ولا بذيء) ..
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال:(تقوى الله وحسن الخلق) وسئل عن اكثر ما يدخل الناس النار، فقال:(الفم والفرج) وقال عليه الصلاة والسلام:(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)..سلامة الفرد اساس سلامة المجتمع، وسلامة السلوك أهم جوانب السلامة في الإنسان وطهارة اللسان الواردة في الحديث هي عنوان طهارة القلب، والطريق الصحيح إلى طهارة السلوك .
وعلى هذا فليس بمسلم من يقتصر على قول الشهادة بأن الله حق ورسله حق، وكتبه حق، إذا كان لا يتمثل هذا الحق بالفعل والسلوك، وليس بمسلم من تتضارب أقواله مع أفعاله. وليس بمسلم من يستهتر بكرامات الناس، ويشهر بأعراضهم، ويمس حرماتهم، وينالهم في غيابهم إذ لو كان صادقا لنصحهم .
إنما المسلم من يستعمل لسانه في النصح لله، والتحذير من الوقوع في الحرام، يصلح بين متخاصمين، يعلم غيره شيئا يدل على الخير، ويرشد إليه .
وليس العابد هو الذي يدخل المسجد، ويلقي باعبائه على غيره ويجهل أن النشاط في العمل عبادة .. وقد وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم عابد من العباد، واثنى الناس عليه في حسن عبادته فقال لهم : (من يعوله) ؟ قالوا: كلنا يعوله فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم أعبد منه) .
والمسلم يهجر الفسق ومجالسه، واشخاصه، ويسخر يده للعطاء لكل خير، وسائر جوارحه لهدى الله مؤتمرا بما أمره الله، ومنتهيا عما نهى .
والمؤمن تقي لأنه يصلح ما بينه وبين ربه بتقواه، ويصلح ما بينه وبين الناس بحسن الخلق. وحسن الخلق هو بسط الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى ولا يخاصم لانه شديد المعرفة بالله .
والمسلم يدرك بحسن الخلق أعلى الدرجات .. (درجة الصائم القائم) فإن أعلى درجات الليل درجات القائم في التهجد والعبادة لله، وأعلى درجات النهار درجات الصائم في حر الهواجر ..