ان المستفيد الرئيس من الحرب في العراق هي اسرائيل, مثلها مثل باقي الدول الرأسمالية التي تسعى الى تحقيق اقصى ما يمكن من ثروات وموارد الدول العربية والاسلامية على حد سواء. ان البلاد العربية ستجابه حالتين خطيرتين في تعاملاتها السياسية والاقتصادية بعد انتهاء حرب الخليج الثالثة مباشرة.
الحالة الاولى, وتتعلق بموارد النفط وبخطوط انابيب نقل النفط من مصادر الانتاج الى المنافذ المائية المختلفة, وهنا يجب ان تعلم جميع الدول العربية ان المخططات القادمة لاسرائيل بعد انتهاء حرب العراق والتي تلقى مباركة من وزارتي الخارجية الامريكية والبريطانية. تتمثل في نقل النفط من الاراضي العربية الى الاراضي الاسرائيلية.
هنا سينمو اقتصاد اسرائيل بشكل لم يشهد له مثيل نتيجة لعلاقات اسرائيل المتميزة مع دول العالم ولقدرتها على التأثير على الشركات الاجنبية التي تستثمر في مجال النفط لنقل انتاجها عبر الخطوط الاسرائيلية, وهذا سيقودنا الى الحالة الثانية والتي تتعلق بالموانئ البحرية العربية, وعلينا ان نذكر ان الشركات الاجنبية التي تستثمر في النفط العربي لاتجد هناك اي قيود عربية تمنعها من تصدير منتجاتها عبر الخطوط التي ترسمها اسرائيل والتي غالبا ما سيكون مسارها يبدأ من العراق مرورا بتركيا ثم اسرائيل, وهذا بدوره سينعش الموانئ الاسرائيلية وسيؤثر على حركة الموانئ والتجارة العربية بصورة عامة.
ومن اجل مواجهة هذا التحدي وهذه التطلعات يجب على الدول العربية وعن طريق جامعة الدول العربية, او عن طريق الاتفاق فيما بينها, العمل على تعديل الشروط المبرمة مع الشركات الاجنبية لمنعها من نقل وتسويق النفط عبر الخطوط التي لاتمر عبر الاراضي العربية. ان اسرائيل ترغب في تحويل موانئ سوريا ولبنان والاردن الى موانئها لتنفرد بكافة اشكال الاستيراد والتصدير.
واذا لم تكن اسرائيل قد بدأت بالفعل اتخاذ القرار برسم سياساتها لتحويل مناشيء المتاجرة في الدول العربية مع العالم الى موانئها الخاصة, فان توغل دول السوق الاوروبية المشتركة الى داخل البلاد العربية او الى البعض منها سيعطي لاسرائيل حرية تنفيذ وتحقيق مثل هذه التطلعات كما ان اتفاقية منظمة التجارة العالمية ستكون الضامن الرئيس لانفتاح دول العالم على اسرائيل والغاء جميع القيود التجارية في نقل البضائع والافراد من بلد الى اخر ـ نسال الله العلي القدير ان يحفظ لهذه الامة امنها ورخاءها انه سميع مجيب.