خرجت العملية التعليمية منذ سنوات عديدة في الدول المتقدمة من التلقين الى الاخذ بأسباب الابتكار والابداع، وهذا ما يفسر اهم الفوارق المشهودة بين التقدم العلمي في تلك الدول وما اصاب العديد من الدول الاسلامية والعربية من ضعف وتخلف عن ركب الحضارة العلمية والتقنية الآخذة في التصاعد والتطوير، وليس العيب كما يدعي بعض المغرضين والمرجفين ومن في قلوبهم مرض في عقيدة الاسلام، بل العيب في المسلمين الذين استكانوا الى الراحة والمسكنة والركود وتركوا للغير مهمة رفع رايات التقدم التقني المذهل في هذا العصر اللاهث وراء الابتكار والابداع والاختراع في كل مجال علمي وميدان، ولو عاد اولئك المرجفون الى التاريخ الاسلامي لاكتشفوا دون مشقة او عناء ان المسلمين الاوائل ساهموا مساهمة فاعلة في التقدم والحضارة الانسانية، وتركوا بصماتهم واضحة وقتذاك، ومازالت بعض آثارهم ماثلة للعيان في سلسلة من المراجع الجامعية في اكثر دول العالم تقدما وتطويرا، ورغم تفاخر المسلمين والعرب بحضارتهم التي اثرت وتغلغلت في كثير من حضارات وثقافات الامم والشعوب حينذاك، فلابد اليوم من استفادة الامتين العربية والاسلامية من الحضارة العلمية المعاصرة استفادة واعية وشاملة تمكن العرب والمسلمين من اللحاق بركب العلم، والمساهمة كما عرفهم العالم قديما في التقدم العلمي الحديث والنهضة التقنية التي لاسدود لها ولا حدود، وقد تداركت المملكة هذه المسألة منذ فترة غير قصيرة فعمدت الى انشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وقد بدأت هذه القلعة العلمية في اعطاء ثمارها اليانعة بإبراز العقول الوطنية وتشجيعها في مجالات ابداعية متعددة، ومازالت تكرم العديد من المخترعين السعوديين الآخذين بمسالك التفكير العلمي المنتج واستيعاب اسرار التقنية الحديثة وتوظيفها بما يعود عليهم وعلى امتهم بخيرات مديدة.