تتشابه الحرب في وسط المدينة التي يمكن ان تخوضها القوات الامريكية في بغداد في بعض جوانبها، مع تلك التي يشنها الاسرائيليون في المدن الفلسطينية منذ سنوات.
وتكشف اللقطات التي بثتها التلفزيونات الامريكية في الايام الاخيرة اوجه الشبه بين طريقة عمل القوات الامريكية في عدة مدن عراقية وتلك التي يتبعها الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة من عمليات تفتيش الى اقامة حواجز والقيام بعمليات اعتقال بينما يبدو الجنود بستراتهم الواقية من الرصاص يتقدمون بملاصقة الجدران ويدهم على الزناد.
وتحدثت صحيفة يو اس توداي الامريكية اخيرا عن دور سري لعبته اسرائيل في تدريب قوات مشاة البحرية (المارينز) في حرب المدن وخصوصا خلال الصيف والخريف الماضيين . وتابعت ان الاسرائيليين بنوا بهذا الهدف مدينتين وهميتين في وسط مكان ابقي سرا، تضمن مساجد والبسة معلقة امام النوافذ وحتى حمير تتجول في الشوارع. ومنذ بداية انتفاضة الاقصى في سبتمبر 2000 يستخدم الفلسطينيون اسلحة اوتوماتيكية بينما تقوم مجموعات كوماندوس اسرائيلية تتقدم حتى وسط المدن والقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة تساندها طائرات (اف-15 او اف-16) او مروحيات (اباتشي او كوبرا). وتجري السيطرة على المدينة من وسطها وتبسط حتى محيطها الخارجي. ويتحرك الجنود بتغطية عن طريق اختراق البيوت الواقعة في الوسط مما يقلل من الخسائر في الرجال بينما يتمركز القناصة على اسطح المنازل. وقال الكولونيل الاحتياط في الجيش الاسرائيلي والمؤرخ العسكري مئير بايل ان التقنية التي سيستخدمها الامريكيون تشبه الى حد كبير اسلوبنا، يستخدمون دبابات وسيلجأون الى مساندة جوية . واكد الجنرال الامريكي المتقاعد ديفيد غرانج لن نشهد في بغداد قتالا من شارع الى شارع، فالجنود سيبحثون عن جيوب المقاومة وسيستهدفون بعض القطاعات .
واوضح ان الامريكيين يستخدمون هذا التكتيك لسبب وجيه هو تجنب الخسائر في صفوفهم قدر الامكان وقطع صدام والقريبين منه عن بقية العالم .
اما باتريك غاريت الذي يعمل في مركز الدراسات العسكرية غلوبال سيكيوريتي فيرى ان الهدف هو عزل المقاتلين في القوات النظامية وشبه العسكرية (عن المدنيين) ببطء لكن بطريقة اكيدة . ويؤكد خبراء عسكريون امريكيون ان قوات التحالف مثل اسرائيل، ستقيم حواجز عند مداخل بغداد لمراقبة الخروج منها والدخول اليها وكشف العسكريين الذين يرتدون لباسا مدنيا للتمويه.
وفي مرحلة ثانية ستقيم السلطات الامريكية اتصالا مع ادارة المدينة وهي طريقة استخدمتها الادارة العسكرية الاسرائيلية في عدد من المدن في الماضي. ومن اوجه التشابه الاخرى ان الامريكيين يأملون في الحصول على تعاون مدنيين ليتمكنوا من تحديد مستودعات الاسلحة ومخابئ الفدائيين وجنود الحرس الجمهوري. وقال غاريت بقدر ما يشعر السكان بالارتياح للوجود العسكري الامريكي ، فانهم سيتعاونون معنا . واعتمد الجيش الاسرائيلي منذ السنوات الاولى لاحتلاله الضفة الغربية وقطاع غزة في 1967 على شبكة من المتعاونين الفلسطينيين الذين يقدمون معلومات رغم ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم.