تسرب البضائع الاسرائيلية مؤشر خطير على تغلغل النفوذ الاسرائيلي في بعض البلدان العربية، كما أنه مؤشر على استهتار بعض التجار العرب الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا مطية لإسرائيل بترويج البضائع الاسرائيلية في الأسواق العربية.
ينسى هؤلاء المتاجرون بقضايا شعوبهم أن وعي المواطن العربي أكبر من أن تنطلي عليه مثل هذه الأعمال الاجرامية التي يرتكبها أولئك التجار الذين لم يكتفوا بأن يكونوا وكلاء لبعض الصناعات الاسرائيلية في بلدانهم، بل لجأوا إلى تسريب تلك الصناعات والمنتجات إلى أسواق بعض الدول العربية، ومنها أسواق الدول الخليجية، التي تم مؤخرا اكتشاف وجود منتجات اسرائيلية بها.
لقد قاطع المواطن العربي بحزم هذه البضائع، ولم يكتف بذلك بل أقدم على مقاطعة بضائع الدول المؤيدة لإسرائيل وفي مقدمتها أمريكا، فكيف يبيح هؤلاء التجار لأنفسهم ترويج البضائع الاسرائيلية في بلدانهم وتسريبها الى الأسواق العربية الأخرى؟
ان مثل هذا التصرف هو نوع من الخيانة الوطنية، فلايزال الشعار الاسرائيلي (ادفع دولارا تقتل عربيا) هذا الشعار لايزال قائما وماثلا للعيان خاصة والممارسات الاسرائيلية الغاشمة في تصعيد مستمر، وإذا كان الدولار الواحد يؤدي الى قتل عربي، فكيف هو الحال وملايين الدولارات ـ ومن مصادر عربية ـ تصب في خزائن الدول الغربية لتجد طريقها بسهولة الى اسرائيل بشكل أسلحة ومعونات مختلفة وقروض غير قابلة للتسديد؟
لقد كانت المقاطعة العربية الشعبية موجعة للشركات الاسرائيلية والأمريكية، ولكي تنجح هذه المقاطعة لابد من استمراريتها والتعامل معها بجدية أكثر باعتبارها وسيلة ناجحة لردع العدوان، واثبات الارادة الشعبية في رفض هذا العدوان، وشجبه بشتى الوسائل والطرق، وهذا هو السلاح الفعال الذي لا تستطيع إسرائيل مقاومته على المدى الطويل.