اطلعت على مقالة في مجلة (الإدارة) التي تصدر عن معهد الادارة العامة بعددها (السادس والثلاثين) في زاية مدارات ادارية والمنقولة عن مجلة (النيوزويك) عن موضوع يتعلق بالموظفين العشرة غير المرغوب فيهم. وتحدث الكاتب عن صفات هؤلاء الموظفين والتي من اهمها العدوانية، التهكم، الهيجان، والتعالم أي ادعاء المعرفة، والغرور، والتبعية المطلقة، والتردد واللامبالاة، والرفض، وكثرة الشكوى، لاشك ان هذه الصفات تشكل عقبة لم يتصف بها لتأدية واجباته الوظيفية على الوجه المطلوب، لان الشخص العدواني لاشك انه ينفرالافراد من حوله ومن ثم تفقد المجموعة العمل بروح الفريق، أما المتهكم فإنه يؤذي الآخرين من حوله باحباط طموحاتهم وما يدلون به من أفكار وإبداعات قد تخدم المصلحة، والذي يتصف بالهيجان فإنه لا يعطي الفرصة للآخرين بطرح آرائهم والاستفاة منها، ولاشك ان ادعاء المعرفة شيء مقزز ومنفر لان مثل هذا الشخص يهين ذكاء الافراد من حوله من دون ان يشعر وهذه مصيبة كبيرة، والغرور صفة مذمومة على جميع المستويات وقد نبذها الله سبحانه وتعالى بقوله: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) وهو كذلك يحاول خداع الآخرين للاستحواذ على امنياتهم واهتماماتهم، اما الموظف الإمعة فإنه غير مفيد للعمل وليس على مستوى المسئولية ولعل وجوده له مردود سلبي على المؤسسة التي يعمل بها والوظيفة التي يقوم بمهامها، اما المتردد فهو ذلك الشخص الذي له شخصية متميزة فهو متذبذب الرأي تموج به افكار الآخرين وهو مضر للعمل المسند اليه، واللامبالي هو موظف قاتل لرغبات الآخرين من خلال عنجهيته وموت حماسه للعمل الجاد، والموظف الذي يتسم بالرفض دائما يتسبب في اعاقة مسيرة العمل وانجاز الواجبات الملقاة عليه وعلى الآخرين من حوله، وأخيرا فالموظف كثير الشكوى يشعر الناس بالبؤس والمحنة، ويفقدهم روح المتعة بالعمل والاجتهاد فيه، وعلى خلاف هذه الصفات السيئة التي تؤثر سلبا على الموظف والمؤسسة التي يعمل فيها فهناك صفات ايجابية أخرى للموظفين المرغوب فيهم، وهي حسن الاستماع من جانب الموظف او المدير لآراء الآخرين وكذلك المرونة في اتخاذ القرار فيما يخدم المصلحة العامة والتأني في التوصل الى القرارات ذات المساس بكيان المؤسسة إن كان مديرا او موظفا مسئولا، اما الابداع فهو صفة من شأنها الاخذ بالمؤسسة الى كل ما هو جديد من افكار تطويرية في مجالات الانتاج او الادارة، والتواضع من صفات الرجل المتزن الواثق من نفسه الذي يرى ان احترامه للآخرين يزيد من احترامه وتقديره، والانجاز له مردود على المؤسسة حيث ان الموظف المنجز يرى دائما انه يستحق التقدير والمكافأة والتطوير في العمل اما الانضباط فهو صفة لها مردودها الايجابي، حيث ينظر الآخرون الى الموظف المنضبط على أنه يراعي اهمية وجوده في مكان عمله وهو بعكس الموظف المتسبب الذي لا يرى اهمية لوجوده وهو بذلك لا ينجز ولا يوكل اليه اي مسئوليات لانه ليس اهلا لها. اما الصفة الاخيرة للموظف المرغوب فيه فهي الامانة التي اذا اتصف بها الموظف فان ذلك ينعكس على ادائه في العمل الجاد المتقن، وعلى الموظف نفسه بما يشعر به من رضا جراء امانته واخلاصه في تأدية واجبه، ويقول الله سبحانه وتعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين). والله ولي التوفيق،،،
* جامعة الملك فهد للبترول والمعادن