استطاع عبدالهادي ابراهيم الهميان 33 عاما ان يتجاوز حاجز اعاقته (مصاب بشلل الاطفال) ولكنه عاجز عن تجاوز النظرة الخاطئة لدى البعض تجاه المعاق وذلك بالحصول على وظيفة مناسبة تساعده على مواجهة تكاليف الحياة الباهة.
وتعود اصابة عبدالهادي بالشلل الى ما قبل 31 عاما وتحديدا حين كان في الثانية من عمره يقول: كانت والدتي تغسل جسمي بالماء في الحمام فسقطت من يدها وبعد عامين اصيبت رجلي اليمنى بالضعف الكامل.. لم اكن املك القدرة على تحريك اي جزء منها حتى اصبحت مجرد جلد وعظم.
يضيف الهميان:اخذني والدي الى المستشفي فشخص الأطباء حالتي بشلل وارجعوا ذلك الى سقوطي على الارض وانا صغير.
حين بلغ عبدالهادي التاسعة من عمره التحق بالمدرسة واكمل الدراسة حتى نال شهادة السادس الابتدائي عام 1405هـ فقرر ترك الدراسة والتوجه للعمل في الفلاحة الى جانب والده واحيانا كان يعمل بمفرده مقابل اجر يومي يتراوح بين 40 الى 70 ريالا وبعد عام قرر ان يعود للدراسة فالتحق بالمعهد المهني الخاص بالمعاقين في مدينة الدمام وبعد عامين استطاع ان يجيد التعامل مع النسخ على الآلة الكاتبة ثم ادخال البيانات في الحاسب الآلي.
غير ان مشوار البحث عن وظيفة بعد التخرج عام 1408هـ والتي امتدت الى الدوائر الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة لم يثمر عن اية نتيجة فلم يقبل به وبشهاداته احد والسبب - على ما يبدو - هو اعاقته.
عبدالهادي لا يجيد التعامل مع الحاسب الآلي فقط بل هو يجيد ايضا الرسم على اللوحات الخشبية والقماشية والنحت على الاحجار والطابوق والرخام وعمل التحف والمناظر الطبيعية وفي منزله شاهدنا عشرات اللوحات القرآنية التي نحتها عبدالهادي على الرخام غير انه يقول: اتلقى الاعجاب ممن يشاهد لوحاتي ولكنني لم اتلق اية دعوة للمشاركة في معرض فني.
يقضي عبدالهادي وقته بين النحت وادخال البيانات على الحاسب او في تأمل الطبيعة في المزراع المجاورة لمنزله واحيانا في تنظيف بعض المزارع مجانا.
قبل ان نودعه قال لنا: يبدو ان على كل المعاق ان يحصل على شهادة الدكتواره لكي يقبل المجتمع به موظفا يحصل في نهاية كل شهر على راتب يكفيه سؤال الناس صدقة يقتات بها.