اعجب بشدة عندما لا يجد المواطن صدى لصوته، أو شكواه من المسؤول، خاصة إذا كان يكررها، حتى يبح صوته وتحفى قدماه من التردد على الجهة المسئولة، طالبا رد مظلمة إحدى مؤسسات القطاع. والأمر يتضاعف إذا كان عدد المتضررين كبيراً.
اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (صالح القريع، سعد العبيدان، عبدالإله العرفج، السويلم, عبدالله الملحم, تركي الجدعان.. وغيرهم). وتتوحد مشكلة أولئك في نصب إحدى شركات المطابخ، التي اتخذت اسماً عالمياً، ولها عدة فروع على مستوى المملكة، ومركزها الرئيسي بالخبر، وهي متخصصة في مجال صناعة المطابخ، حيث سحبت الشركة من كل واحد منهم اكثر من ثلاثة أرباع المبلغ المطلوب لتجهيز المطبخ، ولم تف بالعقد، أي أنها لم تجهز مطابخ منازلهم، وبعد ان يئس بعضهم، اتجه لإعداد مطبخ منزله في شركة أو مؤسسة أخرى، وعاد ليطالب بإعادة المبلغ، لكن لا حياة لمن تنادي، وكانت أعذار مدير الفرع لهم متغيرة، فبعضها كان بسبب عدم توافر اللون، أو تعرض الشاحنة التي تقل المواد لحادث، وآخر تلك الأعذار احتراق السيارة، وان الشركة ستعمل على حل مشكلتهم. وبعدها ستحل مشاكل العملاء الجدد الذين دخلوا في عالم نصبها منذ قرابة 8 شهور. وهكذا تتفنن هذه الشركة في النصب، وتجود عملها فيه، بدل ان تعمل على إتقان التعامل مع المستفيدين، وإرضائهم، وتلبية رغباتهم، من خلال الوفاء بالعقود والوعود والعهود أو إعادة أموالهم.
وعوداً على ذي بدء، عندما نتحدث أو ننقل على صفحات (اليوم) للجهات المسؤولة، مشكلة تخص مواطن أو عدة مواطنين، فأنها ـ في بعض الأحيان ـ تقف مكتوفة الأيدي، وهذا لا ينطبق على دائرة دون أخرى، بل يشمل كلا من: فرع وزارة التجارة، قسم حماية المستهلك بالغرفة التجارية الصناعية بالأحساء، الحقوق المدنية بالشرطة، البلدية، وجهات أخرى. هي لا تحرك ساكنا، ففي هذه المشكلة ـ تحديداً ـ توقعت ان أمر على ذلك الفرع في بداية شارع الظهران، وأراه مغلقاً، حتى يعدل أوضاعه المالية، ويرد مظالم المستفيدين. ولكن ـ للأسف ـ فإن أبوابه لا تزال مشرعة، حتى الآن على الأقل، في انتظار المغلوبين على أمرهم، من الغافلين المغرر بهم، باسم تلك المؤسسة (العريقة والمشهورة!!)، والله يحمينا منهم ومن نصبهم، أو نصب غيرهم. واعتقد ان الجهات المختصة ستتصل بي، لتسألني عن اسم تلك المؤسسة، ولكن المهم ليس السؤال، بل الفعل المنتظر والحاسم.
شمال شرق
موقف لن أنساه ما حييت، ذرفت دموع ذلك الرجل الكبير والوجيه المعروف، أثناء حواري معه، عندما سألته عن ثروته؟ وهل كانت بالوراثة؟ فقال لم أرث أي شيء من والدي، وأنا أفدي ثروتي هذه بنعمة كنف الأبوة، فقد تيتمت وأنا في بطن أمي، ولم انعم بكلمة (أبي)، ولم يتمالك نفسه، وأستأذن عن مواصلة الحديث، ليكمله في موعد لاحق.. لن اعلق كثيرا، ولكن أوصيكم ونفسي بالأيتام خيراً.