DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

محطة أخيرة

محطة أخيرة

محطة أخيرة
أخبار متعلقة
 
كشفت الحرب في يومها الثاني عشر حدود قوة امريكا العسكرية، وقدرتها على استخدامها ضد العراق، وضد بقية دول العالم، كما كشفت نقاط ضعفها السياسية، وقدرة بغداد وبقية أعدائها وخصومها الكثر على استخدامها ضدها، بحيث لم يعد احتمال إلحاق الهزيمة بها مجرد وهم أو خيال.. تخوض امريكا الآن بالحد الأقصى من قوتها النارية التي لم يبق منها خارج المعركة سوى الأسلحة المحرمة، من أجل تحقيق الحد الأقصى من الأهداف السياسية في العراق، وفي المنطقة العربية، لكنها لا تزال تواجه معضلة القدرة على البقاء في ميادين القتال بضعة أشهر، والحفاظ على تلك الحدود القصوى، لأن من شأن أي تغيير ان يعني الهزيمة الامريكية فعلا. القوات الامريكية ليست مكونة من أبطال سينمائيين، لا يهابون الموت ولا يشعرون بالتعب، كما ان صواريخهم وذخائرهم ومعداتهم يمكن ان تتناقص وتنضب إذا طال أمد القتال، وتحول في النهاية كما هو متوقع الى اشتباكات بالسلاح الأبيض في شوارع بغداد، بين القوة العظمى الوحيدة في العالم وبين بقايا النظام العراقي.. والتغطية السياسية والشعبية الامريكية لهذه القوات لا يمكن ان تظل على حالها في شهر أيار أو حزيران المقبلين، ومن المؤكد ان نسبة السبعين في المئة من الامريكيين الذين يدعمون الحرب اليوم ستتراجع خلال أسابيع قليلة الى حدود الخمسين في المئة، وربما أقل من ذلك بكثير إذا تفاقمت الخلافات داخل إدارة الرئيس جورج بوش حول مجريات الحرب وخططها. صحيح ان الاختبار ما زال في بدايته، لكن موازين القوى لا تبدو انها في صالح امريكا التي لم يبق لديها سوى الزج بالمزيد من القوات البرية والتعرض للمزيد من الخسائر البشرية والمادية من أجل الحفاظ على الأهداف الكبرى للحرب من دون تعديل، فيما يبدو النظام العراقي أشد قوة وتماسكا على الرغم من انه لم يستخدم كامل قوته التقليدية، وما زال يعتبر ان الحرب لم تبدأ بعد، وهي كذلك بالفعل طالما انها تدور بعيدا عن بغداد وعلى مشارف المدن الكبرى العراقية. ومثل هذا الفشل في الاختبار الذي وضعت امريكا نفسها به، لن يبرر بعد اليوم بحماقة المسؤولين المدنيين الامريكيين الذين اتخذوا قرار الحرب، بل سيشكل معيارا دائما لحدود القوة الامريكية، التي لم تخسر فقط هيبتها وقدرتها على إحداث الصدمة والترهيب، بل هي تتحول اليوم الى نمر ورقي لم يعد يخيف سوى أطفال العالم ويثير أسئلتهم البريئة. جريدة السفير