السبيل الامثل لوقف تداعيات وافرازات الحرب العراقية الثالثة يكمن في وقفها كما نادت المملكة بذلك منذ اول يوم لاندلاع السنتها، غير ان النداء لم يجد آذانا صاغية واستمر القصف والغارات على بغداد وبقية المدن العراقية، وجاءت ردود الفعل عليها من الداخل والخارج، فكراهية الحرب الدائرة رحاها الآن تنعكس بوضوح على المستويين الرسمي والشعبي في معظم دول العالم، والمقاومة اخذت تتصاعد باشكال مختلفة بما فيها البدء في العمليات الانتحارية، وبدخول الحرب اسبوعها الثاني ووصول رسالة واضحة للعالم من خلال ما افرزته من تداعيات تتمحور في قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على التدمير والفتك وفقا لتفوق عسكري واضح، وقدرة العراق على الدفاع، فان الوقت ما زال متاحا قبل سفك مزيد من الدماء من الجانبين لوقف آلة الحرب قبل ان يستفحل الامر ويخرج عن السيطرة تماما، فاطالة امد هذه الكارثة سوف يؤدي بمرور الوقت الى سقوط مزيد من المدنيين الابرياء، وقد يؤدي الى تورط دول الجوار في هذه الحرب فتتسع دائرتها لا سيما في ظل التهديدات الاخيرة التي وجهتها الادارة الامريكية لكل من سورية وايران، وما يدور من ترقب بين الاكراد والاتراك، بما يوحي للوهلة الاولى ان الحرب اذا طال امدها قد تتحول الى حرب اقليمية ضروس، وقد تدخل اسرائيل شريكة في هذه الحرب، وعندئذ يصبح من المتعذر السيطرة عليها، او السيطرة على توسعها الخطير، وازاء ذلك فان الضرورة ملحة للعودة الى المبادرة السعودية بوقف الحرب، ليس من اجل وقف سفك دماء الابرياء من المدنيين العراقيين فحسب، بل من اجل وقف احتمال توسع الحرب وخروجها عن السيطرة ايضا.. فهل يمكن الاصغاء الى صوت العقل قبل ان يقع الفأس في الرأس.
