بدأت الديموقراطية والحرية والانسانية التي يقدمها لنا جورج بوش على بوارجه وحاملات طائراته وعبر قصفه المكثف على المدن والمدنيين تكشف عن وجهها شديد الانسانية..
لقد قصفوا اول ما قصفوا محطات المياه في البصرة الصامدة ليتم تعطيشها فتركع للديموقراطية الغربية المطلوب فرضها عليها بالحديد والنار، وحاول المهندسون العراقيون اصلاح ما يستطيعون اصلاحه وسط ظروف بالغة الصعوبة وتمكنوا من اصلاح جزئي، فعادوا يقصفون مراكز التموين ويدمرون حليب الاطفال المخزون لأيام الحرب الصعبة غير عابئين بأي قوانين ولا اتفاقيات دولية او انسانية في زمن السلم او زمن الحرب، بل لم يكتفوا بذلك وانما قصفوا ايضا اجهزة الإعلام التي حاولت تصوير جريمتهم لأنهم يريدونها ان تتم في جنح الظلام لكي يتهموا بها الجيش العراقي والصواريخ العراقية التي تخطىء اهدافها فلا ينافس حجم الانسانية التي يديرون بها هذه الحرب سوى حجم الاكاذيب التي يلفقونها لإلقاء قذارتهم على الآخرين وحين سارع الرئيس جورج بوش الحنون بإعادة برنامج النفط مقابل الغذاء فقد اراده ان يكون في يد الامين العام للامم المتحدة الموافق دائما على كل ما يريده الامريكيون والذي سارع بإيقاف هذا البرنامج منذ بدء الحرب على العراق وهو يعلم ان هذا هو البرنامج الذي يعتمد عليه 60% من السكان العراقيين في حياتهم وتغذيتهم والآن يريدون للأمين العام ان يكون هو الوالي على عائدات هذا البرنامج يوزعها حسبما يتم توجيهه، وان تكون بانتظار من يهجر مدنه ليكون تحت إمرة الولايات المتحدة الامريكية ، فهل رأيتم انسانية أكثر من هذه.؟ لذلك كنت سعيدة بقوافل الاغاثة الاماراتية التي اتجهت الى بغداد وقدمت مساعدات الشعب الاماراتي الى جمعية الهلال الاحمر العراقية لتوزعها حسب معرفتها وتكون عونا لهؤلاء المجاهدين الصابرين لايتم من خلاله اذلالهم او اجبارهم على مالا يريدون ونأمل من جمعياتنا نحن ايضا القيام بعمل مشابه وهي قد بدأت حملاتها لجمع التبرعات لأهل العراق
عن جريدة اخبار الخليج البحرينية