DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اقتصاديات

اقتصاديات

اقتصاديات
اقتصاديات
أخبار متعلقة
 
تغيرت الاولويات في صحافتنا المحلية من الشأن الداخلي الى الهم الاكبر للامة العربية والاسلامية وهو اتون الحرب وتداعياتها على كل الاصعدة بما لايترك مجالا للمعالجات الفرعية بل يكون مركزا على مايترتب على هذا السعير الملتهب في وطننا العربي ولضرورات التفاعل مع الحدث تنصب كل التغطيات والعناوين على مستجدات الوضع في ساحة المعركة التي يكتوي بنارها اخوة لنا في الاسلام وجيران لنا معهم صلة رحم وقربى وتجمعنا بهم وحدة الدم والدين واللغة والجغرافيا والتاريخ. فالمعركة لها مرتكزات اولها الاقتصاد وهو المحرك الاساسي ووقودها ولهذا اجد نفسي في هذا المحور اتحدث عن اقتصاديات الحرب وهي احد تروس المعركة الفاعل. فعندما تسخر الدول المتحاربة جميع مصانعها ومنشآتها الانتاجية للمجهود الحربي لصنع ترسانتها للمعركة فهي لم ولن تستغني عن مدخلات المنتج من مواد اولية وخدمات فرعية مثل النقل والتخزين والتعبئة والتموين الغذائي والطبي والاسعاف الصحي وخدمات الدفاع المدني وجميع هذه المجالات تنشط وقت الحروب. وتتسارع وتيرة مبيعات بعض المنتجات مثل الخيام والمعدات الثقيلة من رافعات وشاحنات ومعدات المناولة وايضا كثافة التموين للمواد الغذائية للافراد احترازيا خوفا من الاوضاع المستجدة التي تخرج عن المألوف. وهذا مارغبت التركيز عليه حيث ان في مثل هذه الظروف تظهر على السطح فئة يطلق عليهم تجار الحروب يستغلون المواقف للكسب السريع متناسين واجبهم القومي ضاربين عرض الحائط بالمبادئ والقيم واخلاقياتهم الاسلامية فيبتزون كل من يحتاج اليهم في تسعيراتهم الخيالية بحجة انها فرصة لن يفرطوا فيها فتجدهم يحتكرون البضاعة ويقللون عرضها ليتضاعف سعرها. وهناك فئة تتطفل على الاسواق بدخولها عالم التجارة من باب الاقتراض والتسهيلات والائتمانات البنكية فوق قدراتهم الاستيعابية دون خبرة او دراسة للسوق وظروف الحرب وغالبا ما تكون هناك مفاجآت تقلب موازين حساباتهم وتعرضهم لخسائر لا طائل لهم بها وتكون الانتتكاسة مرتدة على دخلنا القومي بعجزهم عن السداد ومديونياتهم العامة تلاحقهم عقودا من الزمن. وهناك فئة ثالثة تجبن من تفعيل قدراتها في حجة الخوف من المجهول وهذا فيه تعطيل للامكانيات المتاحة وعدم تسخيرها لخدمة الوطن. وعندما اتحدث عن اقتصاديات الحرب فلا اعني بها المباشرة فقط او تلك المجالات المساعدة وانما ايضا تشمل جميع نواحي الحياة اليومية من امن وطرق ومواصلات برية وبحرية وجوية وانتاج صناعي وزراعي وعلوم التقنية ومشتقاتها. كل هذه الامور متداخلة وتعطي محصلة مجدية بتراكماتها الظرفية واحتياجاتها الوقتية وهذا يشكل دعما غير منظور ولكنه مؤثر على امننا القومي ويشكل حافز لزيادة الانتاج في كل القطاعات فالمهندس والطبيب والخبير والفني جميعهم خامات يجدر بنا حسن استغلالهم لتأدية واجبهم القومي وكلهم يشكلون خلية تنتج لنا الشهد بإذن الله. فلا يمكننا التقليل من اي جهد يبذل في سبيل العطاء والتضحية وقت المحن والابتعاد عن مثبطات العزائم في التخاذل والتراخي عن العملية التنموية التي ستدوم اثارها والظروف الطارئة هي التي ستنحسر مهما ادلهم الزمن. وهنا اتساءل عن تلك الفئة التي تبتز المواطن في ظروفه الحرجة الم يدرسوا من التاريخ ويأخذوا العبر ممن اكتوى بنار المغامرة الغير مدروسة؟ الم يستيقظ لديهم الهاجس القومي والحس الوطني؟ الم يشعروا بانهم مجندون لخدمة هذا الوطن كل في مجاله حتى الطالب في مدرسته فنجاحه نجاح لامته. نعم التجارة شطارة ولكنها ليست بمنظار واحد وانما لها عدة مناظير علينا استيعابها فهل نحن فاعلون عشم يراودني وامل ارتجيه من الخالق.